الحمد للّه الذي انحسرت الأوصاف عن كنه
معرفته ، وردعت عظمتُه العقولَ فلم تجد مساغاً إلى بلوغ غاية ملكوته.
والصلاة والسلام على من بعثه بالنور
المضي ، والبرهان الجلي ، محمّد نبي الرحمة ، وعلى آله الذين هم كنوز الرحمن إن
نطقوا صدقوا ، وإن صَمتوا لم يُسبقوا.
أمّا بعد ، فإنّ من مفاخر الشيعة
الإمامية هو فتح باب الاجتهاد في الأحكام الشرعية منذ رحيل الصادع بالحق صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى يومنا هذا ، والاجتهاد هو الذي
يضفي على الشريعة ، غضاضة وطراوة ولا يناله إلاّ ذو حظ عظيم.
إنّ الخوض في عباب هذا الفن رهن علوم
جمّة ، من أهمها : علم الأُصول الذي هو : العلم بالقواعد الممهّدة لاستنباط
الأحكام الشرعية أو ما ينتهي إليه المجتهد في مقام العمل.
وممّن وفّقه اللّه لدراسة هذا العلم ،
دراسة معمّقة الشيخ الفاضل المحقّق الثبت محمد حسين الحاج العاملي ( حفظه اللّه )
فحرّر ما ألقيناه من محاضرات على فضلاء الحوزة العلمية ببيان سهل وأُسلوب جزل
بعيداً عن الإطناب والاقتضاب ،