ومنه يعلم حكم المقام فانّ البحث عن
وجود الملازمة وعدمها لغاية تحصيل الحجّة على وجوب المقدمة وعدم وجوبها ، فإثبات
الملازمة أمر طريقي لإثبات وجوب المقدمة الخاصّة كالوضوء وعدم وجوبها ، وبذلك يعلم
أنّ مرجع أكثر ما يبحث في مباحث الألفاظ الذي يتراءى فيها كون المحمول أمراً غير
الحجّة إلى تحصيل الحجّة على أحد الطريقين ، كما عرفت.
الأمر الثالث :
تقسيمات المقدّمة
تنقسم المقدّمة إلى أقسام كثيرة نبحث فيها
على وجه التفصيل.
قد تطلق الداخلية ويراد بها ما يكون
القيد والتقيّد داخلين في ماهية الواجب ، كالأجزاء ، فذات الركوع واتّصاف الصلاة
به داخلان في ماهية الصلاة ، وعلى ذلك فيخرج كلّ من الشرط ، وعدم المانع ، والمعد
، عن كونها مقدمة داخلية لأنّ ذواتها خارجية عن الواجب وانّما الداخل فيها هو
تقيّد الصلاة بها ، وهذا ما يطلق عليه « الداخلية بالمعنى الأخص ».
الداخلية
بالمعنى الأعم
وقد تطلق الداخلية على ما إذا كان
التقيّد داخلاً في ماهية الواجب ، سواء أكان القيد داخلاً أم خارجاً ، وعلى ذلك
فلا شكّ انّ الشرط وعدم المانع والمعد داخلة في المقدمة الداخلية وهذا ما يطلق
عليه « الداخلية بالمعنى الأعم ».