responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد العقول إلى مباحث الأصول المؤلف : الحاج العاملي، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 293

بِنداء يُسمَع ، وإنّما كلامه سبحانه فِعْلٌ منه أنشأه وَمَثَّلَهُ ، لم يكن من قبل ذلك كائناً ، ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً ». [١]

وقد نقل عنه عليه‌السلام أنّه قال مبيّناً عظمة خلقة الإنسان :

أتزعم أنّك جرمٌ صغيرٌ

وفيكَ انطوى العالمُ الأكبرُ

وأنت الكتابُ المبينُ الذي

بأحرُفِهِ يَظهَرُ المُضْمَرُ

فكلّ ما في صحيفة الكون من الموجودات الإمكانية كلماته ، وتخبر عمّا في المبدأ من كمال وجمال وعلم وقدرة.

وإلى ذلك يشير المحقّق السبزواري في منظومته بقوله :

لسالك نهج البلاغة انَتَهَج

كلامه سبحانه الفعل خَرَج

إنّ تَدْرِ هذا ، حمدَ الأشيا تعرِف

إن كلماتُه إليها تُضف [٢]

إلى هنا تمّ البحث عن النقطة الرابعة ، وحان البحث عن النقطة الخامسة وهي موقفنا من اتحاد الطلب والإرادة.

الخامسة : موقفنا من وحدة الطلب والإرادة

قد عرفت أنّ المحقّق الخراساني ذهب إلى اتّحاد الطلب والإرادة في المـراحـل الثلاث ، أي مفهوماً وإنشاءً ومصداقاً ، ولكن مقتضى التحقيق خلاف ما أفاد.

أمّا المرحلة الأُولى أي وحدتهما مفهوماً فهو غير تام للفرق بينهما بوجوه :

١. المفهوم من الطلب ، غير المفهوم من الإرادة ، بدليل عدم صحّة استعمال الطلب مكان الإرادة وبالعكس يقول سبحانه : ( يُريدُ اللّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلا يُريدُ


[١] نهج البلاغة ، الخطبة ١٧٩ ، ج٢ ، ص ١٢٢ ، ط عبده.

[٢] شرح منظومة السبزواري ، لناظمها ، ص ١٩٠.

اسم الکتاب : إرشاد العقول إلى مباحث الأصول المؤلف : الحاج العاملي، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست