وربّما يمثّل بحمل الموجود على الوجود ،
والأبيض على البياض ، وربّما يطلق عليه المحمول بالصميمة ، ويقابله ما يسمّى
المحمول بالضميمة كحمل الأبيض على الاسم ، فلا يوصف بكونه أبيض إلاّ بعد ضمّ
البياض إليه وعروضه عليه.
٣. الذاتي في باب الحمل والعُروض ،
ويقابله الغريب ، وهو المراد من قولهم موضوع كلّ علم ما يبحث فيه عن عوارضه
الذاتية فمحمولات المسائل أعراض ذاتية لموضوع العلم.
وقد اختلفت كلمتهم في تفسير العرض
الذاتي في المقام ، فذهب المحقّق الخراساني تبعاً للمحقّق السبزواري في تعاليقه
على الأسفار [١]
بأنّ المعيار في كون العرض ذاتياً أو غريباً هو أن يكون العرض من قبيل الوصف بحال
الشيء لا الوصف بحال متعلّق الشيء.
وبعبارة أُخرى : العرض الذاتي ما يعرض
الشيء بلا واسطة في العروض.
توضيحه : انّ الواسطة تطلق على عدّة
معان :
١. الواسطة في الثبوت ، وهي ما تكون
علّة لعروض المحمول على الموضوع كالنار الموقدة تحت القِدْر التي تكون علّة لعروض
الحرارة على الماء في قولنا : الماء حار.
٢. الواسطة في الإثبات ، وهي ما تكون
علّة لحصول اليقين بثبوت المحمول للموضوع ، كقولنا : العالم متغيّر وكلّ متغيّر
حادث ، فالعالم حادث ، فالتغيّر سبب لحصول اليقين بحدوث العالم. وبذلك يطلق على
الحد الأوسط ، الواسطة في الإثبات.
٣. الواسطة في العروض ، وهي المصحِّحة
للنسبة بحيث لولاها لما صحّت