الحقيقة الشرعية عبارة عن صيرورة ألفاظ
العبادات حقائق في المعاني المخصوصة بوضع الشارع تعييناً أو تعيّناً ، أو بنحو آخر
ـ كما سيوافيك ـ وهل هي ثابتة أو لا؟
وتحقيق المقام يتوقف على نقل الآراء في
المسألة.
إنّ النظريات المطروحة في المقام لا
تتجاوز عن أربع :
الأُولى
: بقاء ألفاظ العبادات على معانيها اللغوية.
وهذه النظرية هي المنسوبة إلى أبي بكر
الباقلاني ( المتوفّى٤٠٣ هـ ) وهو من أكابر الأشاعرة وقد ادّعى أنّ ألفاظ العبادات
استعملها النبي في معانيها اللغوية وطبَّقها على تشريعاته ، لأنّها من مصاديقها
التي كشف عنها الشارع وإن كان العرف غافلاًعنها ، فالألفاظ باقية على معانيها
اللغوية إلى يومنا هذا.
الثانية
: انّ ألفاظ العبادات نقلت على لسان النبي من معانيها اللغوية إلى المعاني الشرعية
بالوضع الجديد.
الثالثة
: انّ النبي استعملها في تلك المعاني مجازاً ثمّ صارت حقائق في تلك المعاني في
لسان المتشرعة ، فهي حقائق متشرعية لا شرعية.
الرابعة
: انّها كانت حقائق في تلك المعاني الشرعية قبل بعثة النبي وبعده