اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 89
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي
تفضّل بوجود خليقته لمعرفته وعبادته ، وتطوّل بوجود شريعته لإنفاذ إرادته على أيدي
سفرته ، وجعل الغاية إلى ذلك لطف تذكرته وشكر نعمته والتعريض لجنّته ، وصلواته على
من استدارت رحى العالمين على رءوسهم ، واستنارت دجى العالمين بتكميل نفوسهم ،
وخصوصا سيّد النبيّين وخاتمهم وآله المنيبين وقائمهم صلاة تقوم بقرضهم ، ومدحة
تدوم بفرضهم.
وبعد : فلمّا وضع
الشيخ السعيد أبو عبد الله الشهيد ـ زاد الله في درجته ، وأسكنه بحبوحة جنّته ـ المقالة
الموسومة بـ « التكليفيّة » دائرة على خمسة فصول سنيّة ، فيها مباحث جليّة ، ومن
الإسهاب خليّة ، وإشارات وتلويحات خفيّة ، وترغيبات وترهيبات حفيّة. أشار إليّ من
ظنّ طاقتي بحلّها ونهضتي لفلّها ، ولم يدر فاقتي على أقلّها ، وبهظتي بقلّها ؛
فشرعت فيه ملتمسا من الرحمن الغفران والإحسان ، ومن نوع الإنسان ستر النقصان
والنسيان ، وبالله [ نستمدّ ] الطول.
قال : ( بسم الله
الرحمن الرحيم ).
أقول : في [ البدء ] بالبسملة وجوه مشهورة ، قد أوردنا منها
طرفا في شرح الأسماء. وأشهرها ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : « كلّ أمر ذي بال لم يبدأ فيه ب ( بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فهو أبتر » [١].
[١] تفسير المنسوب
إلى الإمام العسكري عليهالسلام
: ٢٥ / ٧ ؛ الكشّاف ١ : ٣ ـ ٤ ؛ كنز العمّال ١ : ٥٥٥ / ٢٤٩١.
اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 89