اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 48
لا يتمّ الواجب
إلاّ به فهو واجب.
أمّا الأوّل ، فقد
تقدّم.
وأمّا
الثاني : فلأنّ النظر
مولّد للعلم ؛ لحصوله عقيبه وبحسبه وكمّيّته ، وتخلّف العلم النظري عن تاركه ، ولو
لا ذلك لجاز تخلّفه عن فاعله ، وحصوله لتاركه ، وهو باطل ضرورة ، فثبت أنّه طريق
إليها. وأمّا انتفاء غيره من الطرق ؛ فلأنّ المعرفة ليست شيئا من أقسام الضروري ،
وما ليس بضروري نظري قطعا.
وأمّا الثالث ،
فقد مرّ.
ومن زعم حصول
المعرفة بغير نظر فهو كمن رام بناء من غير آلات ، وكتابة من دون أدوات.
المبحث الثالث في
وجه السمعي
لا ريب أنّ بعض
السمعيّات قد يكون وجوبه وجها لوجوب بعض آخر ، كالصلاة الموجبة للطهارة ، فجاز أن
يطلق على ذلك أنّه وجهه. فالكلام في مطلق الواجبات والسنن والقبائح والمكروهات
السمعيّة.
والمراد بالوجه
هنا ، الغاية التي لأجلها كان ذلك الحكم. وقد اختلف العلماء فيه على أربعة أقوال ـ
مأخذها ما سلف ـ :
[
المذهب ] الأوّل ـ مذهب جمهور العدليّة من
الإماميّة والمعتزلة ـ : أنّه اللطف في التكليف العقلي مطلقا انبعاثا أو انزجارا [١].
والغاية في الواجب
السمعي اللطف في الواجب العقلي ، وفي الندب السمعي الندب العقلي ، أو زيادة اللطف
في الواجب العقلي ؛ فإنّ الزّيادة توصف بالندب ، وفي ترك القبيح السمعي ترك القبيح
العقلي ، وفي ترك المكروه السمعي ترك المكروه العقلي ، أو زيادة اللطف في ترك
القبيح.