اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 277
قوله : ( فهذه الكلمات الأربعة تشتمل على أصول الإيمان الخمسة
أعني : التوحيد والعدل والنبوّة والإمامة والمعاد ).
أقول : أمّا « الاشتمال » وكون هذه أصولا فبيّن ، وأمّا «
الإيمان » فقد اختلف العلماء فيه ، والمحرر مذهبان :
[ المذهب ] الأوّل
: أنّه اعتقاد بالقلب ونطق باللسان ، أو حكمه ، وهذا اختيار المحقّق نصير الدين في
تجريده [١] ، وسديد [ الدين ] سالم بن محفوظ في منهاجه [٢] ، والسيّد ضياء
الدين في رسالته [٣] ، وجمال المحقّقين في كثير من كتبه [٤].
ويدلّ على أنّ
الاعتقاد وحده غير كاف قوله تعالى : ( وَجَحَدُوا بِها
وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ )[٥] فاستيقانهم بتلك الآيات لما أنكروها بألسنتهم لم يزل كفرهم
، ويدلّ على أنّ اللسان غير كاف أيضا قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ )[٦] فوجب أن يكون
الإيمان عبارة عنهما معا.
المذهب الثاني :
أنّه التصديق القلبي فقط ؛ لأنّه لغة كذلك [٧] ، لقوله تعالى : ( وَما أَنْتَ
بِمُؤْمِنٍ لَنا )[٨] أي بمصدّق ، والأصل عدم النقل. وهذا مذهب الأشعرية [٩] ، واختيار كمال
الدين ميثم في قواعده [١٠] ، وابن نوبخت ، واستقر به المقداد [١١].
ويدلّ على [ أنّ ]
اللسان لا مدخل له فيه : أنّ الإيمان عرض لا بدّ له من محلّ ،