فقد ظهر اشتمال
هذه الكلمة العظيمة على صفتي الجلال والإكرام.
قوله : ( أو يبلغه وصف الواصفين ).
أقول : كلّ وصف وصف الله سبحانه ممّا يدلّ على الإمكان لا يصل
إليه تعالى ؛ لأنّ ذاته سبحانه لمّا خالفت سائر الذوات كان كلّ وصف انطبق على شيء
منها انتفى عنه تعالى للمخالفة المذكورة.
والواصفون قد ذكرناهم
وطرفا من كلامهم عند نفي الجسميّة عنه تعالى.
قوله : ( فلا يعلم ما هو إلاّ هو ).
أقول : هذه نتيجة ما مرّ ، ولهذا عقّب المصنّف ذلك بـ « الفاء ».
وعلى هذا قال ضرار
بن عمرو : إنّ لله تعالى ماهيّة لا يعلمها إلاّ هو.
قال سلطان
المجتهدين جمال الدين ـ جزاه الله عن الإسلام وأهله أفضل جزاء المحسنين وخصّه الله
من وظائف فضله بأكمل ما أعدّه لعباده الصالحين ـ : وقول ضرار عندي قويّ [٢].
فإن عنى بالماهيّة
الذات والحقيقة فهو حقّ وصواب ، وإن عنى شيئا آخر فهو جهالة.
[١] الألفية
والنفلية : ١١١ و ١١٢ ، الفصل الثاني في سنن المقارنات ؛ وانظر الرواية في علل
الشرائع ٢ : ٢٨ ، الباب ٣٠ ، ح ٥.