اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 272
الكشف بعد بيان
وجوبه ؛ فإنّ هذه لوازم له.
بقي أن نوضّح معنى
هذه الكلمات.
فنقول : « الأزليّة » نفي العدم السابق ، و « الأبديّة » نفي اللاحق ، وفسّر « البقاء » بأنّه عبارة عن خروج الذات الثابتة عن ثباتها ، و «
السرمديّة » صفة له.
وقال المصنّف في
قواعده : البقاء نسبة بين الوجود والأزمنة ؛ إذ هو استمرار الوجود في الأزمنة [١].
« والأبديّ » هو
المستمرّ مع جميع الأزمنة ، فالباقي أعمّ منه.
و « الأزليّ » هو
الذي قارن وجوده جميع الأزمنة الماضية المحقّقة والمقدّرة.
وأمّا « السمع » و
« البصر » و « الإدراك » فيدلّ عليهنّ القرآن العزيز ، ومعناها في حقّه العلم
بمتعلّقاتها.
قوله : ( وكونه عدلا حكيما جارية أفعاله على وفق الحكمة والصواب
).
أقول : « العدل » لغة : التسوية [٢] ؛ واصطلاحا :
تنزيه البارئ سبحانه عن فعل القبيح والإخلال بالواجب.
و « الحكيم » : واضع الأشياء مواضعها.
وفي قوله : « جارية أفعاله على وفق
الحكمة والصواب » إشارة إلى أنّه تعالى
يفعل لغرض ، وردّا على الأوائل حيث خالفوا في ذلك محتجّين بأنّ الفاعل لغرض مستكمل
به فيكون ناقصا ، والبارئ ليس بناقص فلا يفعل لغرض.
وجوابهم : المنع
من كون كلّ فاعل لغرض مستكمل.
وعلى الأشاعرة حيث
نفوا الغرض عنه تعالى وعن جميع الممكنات ، وأسقطوا سائر العلل الغائيّة ، وأبطلوا
علم الطبّ ومنافع الأعضاء ؛ محتجّين بأنّ الغرض إن كان قديما لزم قدم الفعل ذي
الغرض ، وإن كان حادثا فهو من فعله تعالى ؛ لما ثبت من أنّه لا