اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 266
وأمّا
الثنويّة : فهم الذين
أثبتوا أصلين قديمين هما : النور والظلمة ، والمجوس وإن كانوا من الثنويّة إلاّ
أنّهم قالوا بحدوث الظلام [١].
فمن الثنويّة «
المانوية » أصحاب ماني بن قاين الذي ظهر بعد عيسى عليهالسلام ، وكان يقول بنبوّته.
ومنها
: « المزدكيّة »
أصحاب مزدك ، وحكي : أنّ قولهم كقول المانويّة إلاّ أنّهم يقولون : النور يفعل
بالقصد والاختيار ، والظلمة بالخبط والاتّفاق ، بخلاف المانوية.
وكان مزدك ينهى عن
المباغضة والقتال ، ولمّا كان أكثر ذلك يقع بسبب النساء والأموال جعل الناس فيها
سواء كما في الماء والكلأ [٢].
ومنها
: « الديصانيّة »
أصحاب ديصان ، و « المرقونيّة » و « الكيونيّة » و « الصاميّة » وهؤلاء هم الذين
عبدوا النار. و « التناسخيّة » [٣] وتفصيل مذاهبهم لا تحتمله هذه اللمعة.
وأمّا عابدي
الأصنام والأوثان والصلبان.
فقال الشهرستاني :
وضع الأصنام إنّما
هو على معبود غائب حتّى يكون الصنم على هيبته وشكله قائما مقامه ، وإلاّ فيعلم
قطعا أنّ عاقلا لا ينحت خشبا بيده صورة ، ثمّ يعتقده إلهه وإله الكلّ ، ووجوده
مسبوق بوجود صانعه ، لكنّهم لمّا عكفوا على التوجّه إليها وربطوا حوائجهم بها من
غير حجّة وإذن من الله عزّ وجلّ ، كان عكوفهم ذلك عبادة ، وطلبهم الحوائج منها
إثبات الإلهيّة لها ، وعن هذا كانوا يقولون : ( ما نَعْبُدُهُمْ
إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى )[٤] ـ [٥].
فمنهم : « المهاكالية » ، لهم صنم يدعى « مهاكال » كبير الرأس ،
له أربع أيد ، يزعمون أنّه عفريت يستحقّ العبادة العظيمة ، ويطلبون منه حاجات
الدنيا ، حتّى أن الرجل يقول : زوّجني فلانة وأعطني كذا.