اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 246
وجوابه : جوابه.
إن قلت : قوله تعالى : ( إِلاَّ لِنَعْلَمَ
مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ )[١] وقوله : ( حَتَّى نَعْلَمَ
الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ )[٢] ونحوهما ، يدلّ على أنّه لا يعلم الشيء إلاّ بعد وقوعه.
قلت : الاستقبال يأتي بمعنى الماضي كقوله : ( فَلِمَ
تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ )[٣] أي قتلتم ، هذا.
وقد روى الحسين بن
بشار قال : سألت الرضا عليهالسلام : أيعلم الله الشيء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون أو
لا يعلم إلاّ ما يكون؟ فقال : « إنّ الله هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء ،
قال الله عزّ وجلّ : ( إِنَّا كُنَّا
نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )[٤] » [٥].
ومنهم : نفى علمه
بالمعدوم إلاّ لتميّز ، فيكون ثابتا وهو محال [٦].
جوابهم : لو لم
يكن معلوما لاستحال منه تعالى إيجاده على وجه الإتقان.
ومنهم : من نفى
علمه بما لا يتناهى لوجوب تعدّد العلوم بتعدّد المعلوم ، والمعلوم غير متناه فكذلك
العلوم [٧].
جوابهم : العلم
إضافة يجوز عدم التناهي فيها أيضا ، على أنّ العلم الواحد يجوز تعلّقه بمعلومات.
ومنهم : من نفى
علمه بجميع الأشياء وإلاّ لعلم بعلمه وعلم علمه فيتسلسل [٨].
جوابهم : علمه
بعلمه بالذات نفس علمه ، وبنوع من الاعتبار غير علمه.