اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 191
باب :
وبإسناده إلى أمير
المؤمنين عليه الصلاة والسلام : « كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا
كتبوا بثلاث ليس معهنّ رابعة : من كانت الآخرة همّه كفاه الله همّه من الدنيا
والآخرة ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن أصلح فيما بينه وبين الله عزّ
وجلّ أصلح الله فيما بينه وبين الناس » [١].
وعنه عليهالسلام : « ما من يوم
يمرّ على ابن آدم إلاّ قال له ذلك اليوم : أنا يوم جديد ، وأنا عليك شهيد ، فقل
واعمل فيّ خيرا ، أشهد لك به يوم القيامة ، فإنّك لن تراني بعدها أبدا » [٢].
وروى عبد الله بن
عباس عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « أشرف أمّتي حملة القرآن وأصحاب الليل » [٣].
وبإسناده عن
الصادق عليهالسلام : « ما ضعف البدن عمّا قويت عليه النفس » [٤].
وعنه عليهالسلام : « أوحى الله
عزّ وجلّ إلى آدم عليهالسلام : يا آدم ، إنّي أجمع لك الخير كلّه في أربع كلمات : واحدة
لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين الناس. فأمّا
التي لي فتعبدني ولا تشرك بي شيئا ، وأمّا التي لك فأجازيك بعملك أحوج ما تكون
إليه ، وأمّا التي فيما بيني وبينك فعليك الدعاء وعليّ الإجابة ، وأمّا التي فيما
بينك وبين النّاس فترضى للناس ما ترضى لنفسك » [٥].
قلت : قوله : واحدة لي ، لا يدلّ على احتياجه إلى العبادة ؛ لما ثبت من غنائه
الذاتي ، بل المعنى أن تتقرّب بالعبادة إليّ لا إلى غيري ليكون جزاءك منّي ولا
إليّ مع غيري ؛ لقوله : « أنا خير شريك ، ما شوركت في شيء إلاّ تركته لشريكي » [٦].