اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 106
متعلّقات صفات
الجلال لم يحصل تكلّف المشاقّ والدوام على الميثاق.
ثمّ إنّ تعظيم
الربّ وإجلاله مؤكّد لذلك اللّزوم ، والطريق إلى التعظيم والإجلال هو التذكار
المسبّب عن التكرار الذي هو بنصب عبادات ، فنصب العبادات موجب للتكرار الموجب
للتذكار الموجب للزوم الميثاق المشروط بمعرفة الصانع ، وما يثبت له وينفى عنه.
وقوله : يذكر فيها الخالق
بصفات جلاله وكماله إشارة إلى الأذكار اللسانيّة والقلبيّة في العبادات الواجبة والندبية.
قوله : والانقياد لسنّته عطف
على قوله ليحمل النوع إلى آخره. والمعنى ليحمل النوع على تجشّم المشاقّ ولزوم الميثاق والانقياد لسنّته ،
وفي ذلك ميل إلى مذهب اللطف أيضا.
تذنيب
التعظيم : كلّ قول أو فعل أو تركهما يوضّح عن ارتفاع حال الغير مع
القصد إليه ، وهو هنا اعتقاد أو قول ونحوهما. إنّ الله لا تحيط العقول بكنه ذاته
ولا بحقيقة صفاته.
والإجلال مرادف له ، فإنّ الجليل المرتفع عن مشابهة الممكنات ؛ ومن
ثمّ قبح التعظيم أو التبجيل لغير المستحقّ لعدم المطابقة ، وفي معنى هذين مزيد
كلام ذكرناه في شرح الأسماء.
قال : ( فيحصل من ذلك غايات ثلاث : الأولى : رياضة القوى النفسانيّة بمنعها عن مقتضى الشهوة والغضب ،
وعن الأسباب المثيرة لهما من التخيّل والوهم والإحساس ، والفعل المانع عن توجّه
النفس الناطقة إلى جناب القدس ومحلّ الأنس ).
أقول : الرياضة لغة : تمرين البهيمة على الحركات المناسبة وإذا كانت النفس
في
اسم الکتاب : أربع رسائل كلاميّة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 106