responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبعاد النهضة الحسينية المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 33

ثانيا : البعد العبادي

إنّ نهضة الإمام الحسين عليه‌السلام كانت تكليفا إلهيّا ، ووظيفة شرعية ، وعبادة عالية ، لا تقاس بها عبادة من العبادات ، وكذلك أفعال سائر الأئمّة عليهم‌السلام وتروكهم ، وجميع أفعالهم وحركاتهم.

ويظهر البعد العبادي جليّا في نهضة عاشوراء من خلال صلاة الإمام الحسين عليه‌السلام في كربلاء تحت أسنّة الحراب ، وإكثاره من الدعاء والاستغفار ، وتمسّكه بالقرآن تلاوةً وعملاً من خلال محاوراته وسلوكه.

صلاة الحسين عليه‌السلام في كربلاء

ما أكثر الأحاديث التي تُظهر فضل وفضيلة الصلاة ، وكونها عمود الدين ، وأحبّ الأعمال إلى اللّه عزّوجلّ ، وهي آخر وصايا الأنبياء ، وقد أشاد القرآن قبل ذلك بمكانتها ، وذمَّ أقواما لاستهانتهم بها ، فقال عزَّ من قائل : ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ ) [١] ، يعني أنّهم غافلون استهانوا بأوقاتها ، وقال الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « وليكن أكثر همّك الصلاة ، فإنّها رأس الإسلام بعد الإقرار بالدين » [٢]. فالصلاة التي يقف فيها الإنسان بين يدي جبار السماوات والأرض تُعطي زخما روحيا يزيد من قوّته على تحدّي معاناة الحياة ومواجهة ما يأتي به الدهر من صروف.

والصلاة ـ إضافة إلى ذلك ـ هي معراج المؤمن اليومي إلى عالم


[١] سورة الماعون : ١٠٧ / ٤ ـ ٥.

[٢] تحف العقول / ابن شعبة الحرّاني : ٢٦.

اسم الکتاب : أبعاد النهضة الحسينية المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست