responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبعاد النهضة الحسينية المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 119

وكان الوليد ومروان يبغيان إخضاع الحسين عليه‌السلام ليزيد ، ولكن ذاك بالسياسة ، وهذا بالتهديد.

ولم يتعرض الإمام عليه‌السلام وحده لحملة الترهيب اليزيدية ، بل تعرض لها قبل ذلك ـ ولكن بصورة أخرى ـ رسوله وابن عمه مسلم بن عقيل رضى الله عنه ومن ناصره وبايعه في الكوفة ، لمّا بلغ خبر مقتل هانئ بن عروة خرج مسلم عليه‌السلام بمن بايعه إلى مواجهة ابن زياد الذي تحصن بالقصر الأميري في الكوفة ، وتمكن من إحكام الحصار عليه ، ففكر ابن زياد في وسيلة يتمكن من خلالها من إلقاء الرعب في قلوب الكوفيين ، فأمر بعض زعماء الكوفة ، وكانوا يتملقون له ويكسبون رضاه من أجل الجاه والنفوذ ، بالإشراف على الجماهير الغاضبة المحتشدة حول القصر ، ومحاولة بث روح التخاذل بين صفوفها من خلال ترهيبهم بعسكر الشام القادم ، فلم يزالوا يخاطبون الناس بأساليب الترغيب والترهيب حتى جاء الليل ، فجعل أصحاب مسلم عليه‌السلام يتفرقون عنه ، ويقول بعضهم لبعض ما نصنع بتعجيل الفتنة ، أن نقعد في منازلنا وندع هؤلاء القوم حتى يُصلح اللّه ذات بينهم! [١] ، فلم يبق مع مسلم عليه‌السلام سوى عشرة أنفس.

وهكذا كان أثر الدعاية وأساليب الحرب النفسية التي استخدمها اليزيديون من أجل تبريد الهمم واحباط العزائم وبث روح التخاذل.

٢ ـ التكذيب

استخدمت هذه الوسيلة منذ أقدم العصور ، فقد كانت الأقوام والأمم


[١] اللهوف : ٣٤.

اسم الکتاب : أبعاد النهضة الحسينية المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست