responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبعاد النهضة الحسينية المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 113

لقاء اللّه ، فاني لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ برما » [١].

وكان لخطبته هذه وما سبقها تأثير فعال على عقول وقلوب الأصحاب ، فعبّروا عن عميق تأثرهم بعبارات بليغة ، استمع إلى رد فعل زهير بن القين على هذه الخطبة ، قال للحسين عليه‌السلام : « قد سمعنا ـ هداك اللّه يا ابن رسول اللّه ـ مقالتك ، ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين لآثرنا النهوض معك على الاقامة! » [٢].

هـ ـ الشعر

لم يترك الإمام الحسين عليه‌السلام وسيلة إعلامية في عصره إلاّ واستخدمها في سبيل الكشف عن زيف بني أمية وضلاهم ، بعد أن جعلوا بدعايتهم المضلّلة على القلوب أكنة ، وعلى الأسماع وقرا ، وعلى الأبصار غشاوة.

فمن الضرورة بمكان أن يلجأ الحسين عليه‌السلام إلى الوسائل الإعلامية السائدة والمتاحة له كالخطابة والمراسلات واللقاءات الفردية والجماعية ، وكذلك لجأ إلى الشعر كوسيلة مؤثرة في نفوس الناس ، ومن الشواهد على ذلك أنه لما قُتل مسلم ابن عقيل عليه‌السلام ، استعبر الحسين عليه‌السلام باكيا ، ثم قال : « رحم اللّه مسلما ، فلقد صار إلى روح اللّه وريحانه وجنته ورضوانه ، أما إنه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا .. » ثم أنشأ يقول [٣] :

فإن تكن الدنيا تعدّ نفيسة

فان ثواب اللّه أعلى وأنبلُ


[١] مناقب آل أبي طالب ٤ : ٦٨.

[٢] اللهوف : ٤٥.

[٣] مثير الأحزان : ٣٢.

اسم الکتاب : أبعاد النهضة الحسينية المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست