responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبعاد النهضة الحسينية المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 10

أولاً : البعد الغيبي

الإمام الحسين عليه‌السلام إنسانٌ سماوي ، متصل بالغيب اتصالاً وثيقا ، فقد رسم له الغيب دورا رساليا ، وحدد له خطوات المسير فنفذها ـ بدقة ـ على الرغم من طابعها المأساوي. يقول الشهرستاني : « تلوح من السيرة الحسينية المثلى انه مسبوق العلم بأنباء من جده وأبيه وأمه وأخيه وحاشيته وذويه بأنه مقتول بسيف البغي ـ خضع أو لم يخضع ، وبايع أو لم يبايع ـ فهلا يرسم العقل الناضج لمثل هذا الفتى المستميت خطة غير الخطة التي مشى عليها حسين الفضيلة ، قوامها الشرع وزمامها النبل » [١].

ومن أجل ذلك فقد رفض كل الدعوات والنصائح التي تدعوه إلى عدم الخروج من مكة ، وتحذره من مغبة التوجه إلى العراق. وهذا الفهم لايتنافى ـ بطبيعة الحال ـ مع الحسابات الواقعية التي كانت تحتم على الإمام عليه‌السلام بأن يأخذ زمام المبادرة ، بعد أن استأثر الأمويون بالسلطة ، وطمسوا معالم الدين ، واتخذوا مال اللّه دولاً وعباده خِولاً. اجل لقد تحرك الإمام عليه‌السلام على ضوء المعطيات العملية ، ومنها : وصول يزيد الفاسق إلى سدة الحكم ، واكراهه الحسين عليه‌السلام على لزوم البيعة له ، ولكن كان هذا


[١] نهضة الحسين / الشهرستاني : ١٨.

اسم الکتاب : أبعاد النهضة الحسينية المؤلف : الذهبي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست