وَ نادى أَلا يا أَهْلَ بَيْتٍي تَصَبَّرُوا
عَلَى الضُّرِّ بَعْدي وَ الشَّدائِدِ وَ الْبَلا
فَانِّي بِهذا الْيَوْمِ أَرْحَلُ عَنْكُمُ
عَلَى الرَّغْمِ مِنّي لا مَلالَ وَ لَاقَلا
فَقُومُوا جَميعاً أَهْلَ بَيْتي وَ أسْرَعوا
اوَدِّعُكُمْ وَ الدَّمْعُ فِي الْخَدِّ مَسْبَلا
فَصَبْراً جَميلًا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّهُ
سَيُجْزيكُمْ خَيْرَ الْجَزاءِ وَ أَفْضَلا
فَأَثْنى عَلى أَهْلِ الْعِنادِ مُبادِراً
يُحامي عَنْ دينِ الْمُهَيْمَنِ ذِي الْعُلا
وَ صالَ عَلَيْهِمْ كَالْهُزَبْرِ مُجاهِداً
كَفِعْلِ أَبيهِ لَنْ يَزِلَّ وَ يَخْذِلا
فَمالَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ
فَأَلْقَوْهُ عَنْ ظَهْرِ الْجَوادِ مُعَجَّلا
وَ خَرَّ كَريمُ السِّبْطِ يا لَكَ نَكْبَةٌ
بِها أَصْبَحَ الدِّينُ الْقَويمُ مُعَطَّلا
فَأَرْتَجَتِ السَّبْعُ الشِّدادُ وَ زَلْزَلَتْ
وَ ناحَتْ عَلَيْهِ الْجِنُّ وَ الْوَحْشُ في الْفَلا
وَ راحَ جَوادُ السِّبْطِ نَحْوَ نِسائِهِ
يَنُوحُ وَ يَنْعَى الظّامئُ الْمُتَرَمَّلا
خَرَجْنَ بَنِيّاتُ الْبَتُولِ حَواسِرا
فَعايَنَّ مُهْرَ السِّبْطِ وَ السَّرْجِ قَدْ خَلا
فَأَدْمَيْنَ بِاللَّطْمِ الْخُدودَ لِفَقْدِهِ
وَ أَسْكَبْنَ دَمْعاً حَرُّهُ لَيْسَ يَصْطَلى
وَ لَمْ أَنْسَ زَيْنَبَ تَسْتَغيثُ سُكَيْنَةَ
أَخي كُنْتَ لي حِصْناً حَصيناً وَ مَوْئِلا
أَخي يا قَتيلَ الْأَدْعِياءِ كَسَرْتَني
وَ أَوْرَثْتَني حُزْناً مُقيماً مُطَوَّلا
أَخي كُنْتُ ارْجُو أَنْ اكُونَ لَكَ الْفِدا
فَقَدْ خَبَتْ فيما كُنْتُ فيه اؤَمِّلا
أَخي لَيْتَني أَصْبَحْتُ عُمْياً وَ لا أَرى
جَبينَكَ وَ الْوَجْهَ الْجَميلَ مُرَمَّلا
وَ تَدْعُو إِلَى الزَّهْراءِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ
أَيا امِّ رُكْني قَدْ وَهِىَ وَ تَزَلْزَلا
أَيا امِّ قَدْ أَمْسى حَبيبُكَ بِالْعَرا
طَريحاً ذَبيحاً بِالدِّماءِ مُغَسَّلا
أَيا امِّ نُوحِي فَالْكَريمُ عَلَى الْقَنا
يُلَوَّحُ كَالْبَدْرِ الْمُنيرِ إِذَا انْجَلى
وَ نُوحي عَلَى النَّحْرِ الْخَضيبِ وَ اسْكُبي
دُمُوعاً عَلَى الْخَدِّ التَّريبِ الْمُرَمَّلا
وَ نُوحي عَلَى الْجِسْمِ التَّريبِ تَدُوسُهُ
خُيولُ بَنيسُفْيانَ في أَرْضِ كَرْبَلا
وَ نُوحي عَلَى السَّجَّادِ فِي الْأَسْرِ بَعْدَهُ
يُقادُ إِلَى الرِّجْسِ اللَّعينِ مُغَلّلًا
فَيا حَسْرَةً ما تَنْقَضي وَ مُصيبَةٌ
إلى أَنْ نَرَى الْمَهْدِيَّ بِالنَّصْرِ أَقْبَلا
إمامٌ يُقيمُ الدّينَ بَعْدَ خِفائِهِ
إمامٌ لَهُ رَبُّ السَّماواتِ فُضِّلا [1]
گزيدهاى از قصيده ديگر ابن حمّاد
لَمْ أَنْسَ مَوْلايَ الْحُسَيْنَ بِكَرْبَلا
مُلْقىً طَريحاً بِالدِّماءِ رِمالا
وا حَسْرَتا كَمْ يَسْتَغيثُ بِجَدِّهِ
وَ الشِّمْرُ مِنْهُ يُقَطِّعُ الْأَوْصالا
وَ يَقُولُ: يا جَدَّاهُ لَيْتَكَ حاضِرٌ
فَعَساكَ تَمْنَعُ دُونَنا الْأَنْذالا
وَ يَقُولُ لِلشِّمْرِ اللَّعينِ وَ قَدْ عَلا
صَدْراً تُرَبّى فى تُقى وَ دَلالا
وَاجْتَزَّ بِالْعَصُبِ الْمُهَنَّدِ رَأْسَهُ
ظُلْماً وَ هُزَّ بِرَأْسِهِ الْعَسّالا
وَ عَلابِهِ فَوْقَ السَّنانِ وَ كَبَّرُوا
للَّهِ جَلَّ جَلالُهُ وَ تَعالى
فَارْتَجَّتِ السَّبْعُ الطِّباقُ وَ أَظْلَمَتْ
وَ تَزَلْزَلَتْ لِمُصابِهِ زِلْزالا
وَ بَكَيْنَ أَطْباقُ السَّماءِ وَ أَمْطَرَتْ
أَسْفاً لِمَصْرَعِهِ دَماً قَدْ سالا
يا وَيْلَكُمْ أَتُكَبِّرُونَ لِفَقْدِ مَنْ
قَتَلُوا بِهِ التَّكْبيرَ وَ التَّهْلالا
تَرَكُوهُ شَلْواً في الْفَلاةِ وَ صَيِّروا
لِلْخَيْلِ في جَسَدِ الْحُسَيْنِ مَجالا
وَ لَقَدْ عَجِبْتُ مِنَ الْإلهِ وَ حِلْمِهِ
في الْحالِ جَلَّ جَلالُهُ وَ تَعالى
كَفَرُوا فَلَمْ يَخْسَفْ بِهِمْ ارْضاً بِما
فَعَلُوا وَ أَمْهَلَهُمْ بِهِ إِمْهالا
وَ غَدَا الْحِصانُ مِنَ الْوَقيعَةِ عارياً
يَنْعَى الْحُسَيْنَ وَ قَدْ مَضَى إِجْفالا
مُتَوَجِّهاً نَحْوَ الْخِيامِ مُخَضَّباً
بِدَمِ الْحُسَيْنِ وَ سَرْجُهُ قَدْ مالا
وَ تَقُولُ زَيْنَبُ: يا سُكَيْنَةُ قَدْ أَتى
فَرَسُ الْحُسَيْنِ فَانْظُري ذَا الْحالا
قامَتْ سُكَيْنَةُ عايَنَتْهُ مُحَمْحَماً
مُلْقَى الْعِنانَ فَأَعْوَلَتْ إِعْوالا
فَبَكَتْ وَ قالَتْ: وا شَماتَةَ حاسِدي
قَتَلُوا الْحُسَيْنَ وَ أَيْتَموا الْأَطْفالا
يا عَمَّتا جاءَ الْحِصانُ مُخَضَّباً
بِدَمِ الشَّهيدِ وَ دَمْعُهُ قَدْ سالا
لَمّا سَمِعْنَ الطَّاهِراتُ سُكَيْنَةَ
تَنْعَى الْحُسَيْنَ وَ تَظْهَرُ الْإِعْوالا
أَبرَزْنَ مِنْ وَسَطِ الْخُدورِ صَوارخا
يَنْدُبْنَ سِبْطَ مُحَمَّدٍ الْمِفْضالا
فَلَطَمْنَ مِنْهُنَّ الْخُدودَ وَ كُشِفَتْ
مِنْها الْوُجُوهُ وَ أَعْلَنَتْ إِعْوالا
وَ خَمُشْنَ مِنْهُنَّ الْوُجوهَ لِفَقْدِ مَنْ
نادَى مُنادٍ فِي السَّماءِ وَ قالا
قُتِلَ الْإمامُ ابْنُ الْإِمامِ بِكَرْبَلا
ظُلْماً وَ قاسَى مِنْهُمُ الْأَهْوالا
[1] بحارالانوار، ج 45، ص 261- 262.