ذكر الإمام عليه السلام في هذا المقطع من الخطبة ما يكمل كلامه في صفات
الملائكة- ولا سيما صفة العصمة عن الذنب والمعصية- ليوضح ذلك بسبع عبارات قصيرة
عظيمة المعنى، قال في الاولى أن ثقل الذنوب لم يعجزهم ويقعدهم فهم لايقارفون
الذنب أبداً:
، في إشارة إلى أنّ الذنب عادة ما يثقل كاهل الإنسان في مسيرة الطاعة، ولما
كانت الملائكة لا ترتكب الذنب قط فهى خفيفة على الدوام ومتأهبة للطاعة، ولذلك لايبدو
صحيحاً ما احتمله بعض شرّاح نهج البلاغة في تفسيرهم لهذه العبارة من أنّ الذنوب
التي يرتكبها الناس لاتجعلهم متقاعسين في عملهم، وذلك لعدم انسجامه وسائر عبارات
هذه الخطبة. ثم أشار عليه السلام في العبارة الثانية إلى أنّ الذهاب والاياب
وتعاقب الليل والنهار لم يسق هذه الملائكة إلى الموت (ليستولى عليها الضعف، فهى
متأهبة دائما للطاعة)