responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 65

القسم الثالث عشر: الانقطاع إلى‌ اللَّه‌

«لَمْ تُثْقِلْهُمْ مَوصِرَاتُ الآثَامِ، وَلَمْ تَرْتَحِلْهُمْ عُقَبُ اللَّيَالي وَالأَيَّام، وَلَمْ تَرْمِ الشُّكُوكُ بِنَوَازِعِهَا، عَزِيمَةَ إِيِمَانِهمْ، وَلَم تَعْتَرِكِ الظُّنُونُ عَلَى‌ مَعَاقِدِ يَقِينهِمْ، وَلَا قَدَحَتْ قَادِحَةُ الإِحَنِ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَلَاسَلَبَتْهُمُ الْحَيْرَةُ مَا لَاقَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِضَمائِرِهمْ، وَمَا سَكَنَ مِنْ عَظَمَتِهِ وَهَيْبَةِ جَلَالَتِهِ فِي أَثْنَاءِ صُدُورِهْم، وَلَمْ تَطْمَعْ فِيهِمْ الْوَسَاوِسُ فَتَقْتَرِعَ بِرَيْنِهَا عَلى فِكْرِهمْ».

الشرح والتفسير

ذكر الإمام عليه السلام في هذا المقطع من الخطبة ما يكمل كلامه في صفات الملائكة- ولا سيما صفة العصمة عن الذنب والمعصية- ليوضح ذلك بسبع عبارات قصيرة عظيمة المعنى، قال في الاولى‌ أن ثقل الذنوب لم يعجزهم ويقعدهم فهم لايقارفون الذنب أبداً:

«لم تثقلهم موصرات‌ [1]

الاثام»

، في إشارة إلى أنّ الذنب عادة ما يثقل كاهل الإنسان في مسيرة الطاعة، ولما كانت الملائكة لا ترتكب الذنب قط فهى خفيفة على الدوام ومتأهبة للطاعة، ولذلك لايبدو صحيحاً ما احتمله بعض شرّاح نهج البلاغة في تفسيرهم لهذه العبارة من أنّ الذنوب التي يرتكبها الناس لاتجعلهم متقاعسين في عملهم، وذلك لعدم انسجامه وسائر عبارات هذه الخطبة. ثم أشار عليه السلام في العبارة الثانية إلى أنّ الذهاب والاياب وتعاقب الليل والنهار لم يسق هذه الملائكة إلى الموت (ليستولى عليها الضعف، فهى متأهبة دائما للطاعة)

«ولم ترتحلهم عقب‌ [2] الليالي والأيام»

، يحتمل أن يكون المراد عدم الانتقال من الحياة إلى الموت، بل الانتقال‌


[1] «موصرات» من مادة «اصر» بمعنى الحفظ والسجن، ثم اطلق على كل فعل ثقيل يعيق الانسان عن العمل، ومؤصرات الأثام مثقلاتها.

[2] «عقب» جمع «عقبة» على وزن غرفة وجمعها غرف تعني النوبة. إشارة إلى‌ تعاقب الليل والنهار حسب‌نوبتهما.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست