عاد الإمام
عليه السلام هنا مرة اخرى إلى قضية انحراف المشركين والقائلين بالتشبيه، ليشهد
عند اللَّه ثانية بانحرافهم، وما ذلك الا لسماع المخاطبين وتحذيرهم من الوقوع في
هذا المستنقع النتن.
فقد قال عليه
السلام:
«وأشهد أن من ساواك بشي من خلقك فقد عدل بك،
والعادل بك كافر بما تنزلت به محكمات آياتك، ونطقت عنه شواهد حجج بيناتك».
يبدو أنّ
هناك فارقا بين شهادة الإمام عليه السلام هنا في انحراف المشركين، وتلك الشهادة
السابقة.
حيث وردت في
طائفتين. فالشهادة السابقة إنّما وردت بشأن الوثنيين الذين شبهوا اللَّه بالأوثان
والأصنام واتخذوها أرباباً من دون اللَّه. أي كانوا يسألونها حاجاتهم ومن هنا
عبدوها واتخذوها آلهة. أمّا الشهادة التي وردت هنا فهى ناظرة لُاولئك الذين سووا
به بعض خلقه في جميع الجهات، كالثنوية من الوثنيين الذين يعتقدون بوجود إلهين هما
إله الخير وإله الشر، والنصارى القائلين بالتثليث (الأب والابن والروح القدس).
فقد اعتبر الإمام عليه السلام هؤلاء كافرين بمحكمات القرآن والحجج البينة:
«كافر بما تنزلت به محكمات آياتك، ونطقت عنه
شواهد حجج بيناتك»