responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 350

تأمّل: آثار سلطة الأوباش‌

لقد رسم الإمام عليه السلام في هذه الأقسام الثلاثة من الخطبة صورة واضحة ببيانه للاحداث القادمة التي ستواجه المجتمع الإسلامي عن كافة الحكومات الطاغية والمستبدة على‌ مدى التاريخ.

حيث تسعى هذه الحكومات لتقوية دعائمها فان استتبت لها الامور واستقرت أقصت كافة الأخيار والشرفاء عن الميدان، واستقطبت بطانتها من حثالة المجتمع ليمارسوا أبشع الأساليب بحق الناس ولا سيما المؤمنين، كما يسعون إلى‌ سوق الناس لأن يعيشوا في هالة من الجهل والتخبط.

الكذب هو السائد والصدق غائب، والفسوق عامر والطهر ضامر. أضف إلى‌ ذلك فانّ الناس سرعان ما تكتسب رذائل الحاكم، ولاغرو فالناس على دين ملوكهم. وزبدة الكلام فانّ قيم المجتمع ومثله تقلب تماماً على سبيل المثال يكون الفسق والفجور فخراً، بينما يصبح الطهر والعفاف نقصاً.

وبالطبع فانّ مثل هذه الحكومات لا تقف بوجه الدين في الأوساط الدينية بل تسعى جاهدة لتحريفه واخلائه من محتواه بغية تمرير مخططاتها، إلى‌ جانب تعبئة الرأي العام لصالحها من خلال ترويجها للخرافات التي تستهوي العوام.

والحق اننا إذا اعتمدنا هذه المعايير التي أوردها الإمام عليه السلام تجاه عالمنا المعاصر ولاسيما غالبية البلدان الإسلامية لرأيناها مصداقا واضحاً لما ذكر، وكأن الإمام عليه السلام كان ينظر لكافة الأحداث التي تشهدها مجتمعاتنا اليوم.

أمّا ما أورده الإمام عليه السلام من نبوءة في هذه الخطبة فانّما يشبه بعض مضامين الروايات التي نقلت عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقد جاء في الحديث الشريف أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال:

«يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ وُجُوهُهُمْ وُجُوهُ الادَمِيِّينَ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينَ، كَأَمْثَالِ الذَّئَابِ الضَّوارِي، سَفَّاكُونَ لِلدِّمَاءِ، لَايَتَنَاهَوْنَ عَنِ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ، إنْ تَابَعْتَهُمْ ارْتَابُوكَ وَإِنْ حَدَّثْتَهُمْ كَذَّبُوكَ، إِنْ تَوَارَيْتَ عَنْهُمْ اغْتَابُوكَ. أَلسُّنَّةُ فِيِهمْ بِدْعَةُ والبدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ،

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست