ذهب بعض شرّاح نهج البلاغة إلى أنّ هذا المقطع من الخطبة منفصلا عن الاقسام
السابقة، ويرون أنّ بينهما مطالب اخرى حذفها السيد الرضي (ره) جريا على عادته في
اقتطاف بعض المقاطع من الخطب على أساس فصاحتها وبلاغتها. ومن هنا اعتبر اولئك
الشرّاح هذا المقطع إشارة إلى حوادث وفتن آخر الزمان. في حين لايرى البعض الآخر
من الشرّاح انفصالًا بين هذه المقاطع، ومنهم ابن ميثم البحراني، فيرى هذا الكلام
في طغاة بني أمية وحكامهم الظلمة، ويبدو هذا الاحتمال قريباً لأنّ عادة السيد
الرضي (ره) حين يحذف بعض مقاطع الخطبة يذكرها بقوله (ومنها ومنها)، الأمر الذي
شاهدناه بوضوح في الخطب السابقة.
على كل حال قال الإمام عليه السلام:
«راية ضلال قد قامت على قطبها، وتفرقت
بشعبها»
. ورغم أنّ ذلك اخبار عن الحوادث الآتية ليتأهب الناس ويقللوا من اضرارها
وخسائرها إلى أقل حد ممكن، مع ذلك فقد أوردها بصيغة الفعل الماضي، أي أنّ مثل هذه
الامور واقعه لا محالة!