ذهب أغلب شرّاح نهج البلاغة إلى أنّ المراد بهذه الصفات التي ذكرها الإمام
عليه السلام إنّما تعود إليه، حيث خاض في بيان صفاته بعد أنّ بين صفات رسول اللَّه
صلى الله عليه و آله، واصفا نفسه بأنّه طبيب سيار وقد حمل معه كافة أسباب العلاج
التي تشفى المرضى- ولم يشذ من الشرّاح في نسب هذه الصفات إلى شخص الإمام عليه
السلام سوى شخص واحد نسبها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله- فقد صرح الآمدي
في كتاب غرى الحكم قائلًا:
«إنّه في ذكر رسول اللَّه صلى الله
عليه و آله» [1].
إلّا أنّ ارتباط هذه العبارة بالعبارات السابقة من جهة، وانطباقها على
الأوضاع التي كانت سائدة على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من جهة اخرى
تؤيد أنّ هذه الصفات في رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. وأننا لنتعجب كيف لم
يطرح قاطبة الشرّاح هذا الأمر على الاقل- على نحو الاحتمال والحال أنّهم لم يقيموا
أي دليل لاثبات صحة مدعاهم. صحيح أنّ النبي صلى الله عليه و آله وعلي عليه السلام
من شجرة واحدة، وهما