ذكر بعض شرّاح نهج البلاغة أنّ الإمام عليه السلام خطب هذه الخطبة حين تراجعت
ميمنة أهل العراق، ثم عادت لتهجم ثانية بعد أن قادها مالك الاشتر وحمل على أهل
الشام ففرقهم. [1]
فلما رأى ذلك الإمام عليه السلام خطب بهذا الكلام. فقد قال عليه السلام: إنّي
شاهدت فراركم وهزيمتكم وتراجعكم عن صفوفكم بعد أن ذادكم عنها الجفاة من العرب من
أهل البادية:
«وقد رأيت جولتكم [2]، وانحيازكم [3] عن صفوفكم
تحوزكم الجفاة [4]
الطغام [5]
وأعراب أهل الشام».
[1] جاء في كتاب «وقعة صفين» «لنصر بن
مزاحم»، حول سبب ايراد هذه الخطبة قوله: كان ذلك في يوم السابع من صفر، و هو من
الايام العصيبة في حرب صفين، في ذلك اليوم هاجم جيش معاوية قسماً من جيش الإمام
اميرالمؤمنين عليه السلام و أجبروهم على التراجع إلى الخلف، فتألم الإمام على عليه
السلام لذلك، و لام جيشه، وبعدها حرضهم و شجعهم على القتال، وقد قاد هجوماً شاملًا
بنفسه يصحبه مالك الاشتر، فهزم جيش معاوية و فرقهم، و بعدها خطب الإمام على عليه
السلام في جيشه هذه الخطبة. (كتاب وقعة صفين،/ 243 إلى/ 254، طبعة بصيرتى- قم
المقدسة).
[2] «جولة» من مادة «جولان» تعني في
الأصل الدوران في الميدان، ثم وردت بمعنى التراجع والحملة ثانية، وهكذا وردت في
العبارة.