بالنظر إلى أنّ الإمام عليه السلام اورد هذه الخطبة في أحد أيام صفين، وأنّها
ناظرة إلى حادثه في بداية صفين حيث انسحب أصحاب الإمام عليه السلام وتراجعوا ثم
عادوا فانتصروا على العدو، فمقصود الإمام عليه السلام هو ذم تراجعهم بالفاظ لطيفة
رقيقة، ومن ثم الإشارة بحملتهم ثانية إلى جانب حثهم وتشجيعهم على الصمود
والمقاومة. ولايخفى التأثير الذي يلعبه الكلام حين يتصدر ببيان نقاط الضعف، ثم
يتتابع بذكر عناصر القوة.
[1] سند الخطبة: رواه الطيبري في تاريخه
في حوادث عام 37، والمرحوم الكليني في كتاب الجهاد من فروع الكافي، ونصرين مزاحم
في كتاب صفين (باختلاف)، وفسر ابن أثير في كتاب النهاية بعض مفرداتها، ممّا يدل
على عثوره عليها (مصادر نهج البلاغة 2/ 221).