responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 295

القسم الثالث: التمسك بالإمام‌

«أَيُّهَا النَّاسُ، اسْتَصْبِحُوا مِنْ شُعْلَةِ مِصْبَاحٍ وَاعِظٍ مُتَّعِظٍ، وَامْتَاحُوا مِنْ صَفْوِ عَيْنٍ قَدْ رُوِّقَتْ مِنَ الْكَدَرِ.

عِبَادَ اللّهِ، لَاتَرْكَنُوا إلَى‌ جَهَالَتِكُمْ، وَلَا تَنْقَادُوا لِاهْوَائِكُمْ، فَإِنَّ النَّازِلَ بِهذَا الْمَنْزلِ نَازِلٌ بِشَفَا جُرُفٍ هَار، يَنْقُلُ الرَّدَى‌ عَلَى‌ ظَهْرِهِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى‌ مَوْضِعٍ، لِرَأْيٍ يُحْدِثُهُ بَعْدَ رَأْي؛ يُرِيدُ أَنْ يُلْصِقَ مَا لَايَلْتَصِقُ، وَيُقَرِّبَ مَا لَا يَتَقَارَبُ! فَا للّهَ اللّهَ أَنْ تَشْكُوا إلَى‌ مَنْ لَايُشْكِي شَجْوَكُمْ، وَلَا يَنْقُضُ بِرَأْيِهِ مَا قَدْ أَبْرَمَ لَكُمْ».

الشرح والتفسير

خاض الإمام عليه السلام هنا في نصح الناس ووعظهم فقال في البداية لإعداد أنفسهم:

«أيّها الناس، استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متعظ، وامتاحوا [1] من صفو عين قد روقت‌ [2]

من الكدر».

كما أنّ الاشارات الضوئية تنير للإنسان طريقه إذا مشى ليلًا في الظلام وتقيه الوقوع في المطبات أو أن يضل الطريق، فانّ نصائح الواعظ المتعظ تصون الإنسان في مسيرته وسلو كه المعنوي والفكري والأخلاقي من الانحرافات العقائدية، وكما أنّ الماء الزلال والخالي من الكدر هو مادة حياة جسم الإنسان وسائر الكائنات الحية؛ كذلك نصائح دعاة الحق تشكل مادة حياة روح الإنسان ونفسه.

ومن الواضح أنّ المراد بهذا الواعظ المتعظ الذي ينبغي الاستصباح من شعلته والتروي من‌


[1] «امتاحوا» من مادة «متح» سحب الدلو من بئر الماء.

[2] «روقت» من مادة «روق» على وزن فوق بمعنى صفيت، فتأني بمعنى التصفية إذا حملت على‌ باب التفعيل.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست