responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 23

القسم الثالث: العالى على الخيال والقياس والظن والوهم‌

«هُوَ الْقادِرُ الَّذِي إِذا ارْتَمَتِ الْأَوْهامُ لِتُدْرِكَ مُنْقَطَعَ قُدْرَتِهِ وَحاوَلَ الْفِكْرُ الْمُبَرَّأُ مِنْ خَطَراتِ الْوَساوِسِ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ فِي عَمِيقاتِ غُيُوبِ مَلَكُوتِهِ وَتَوَلَّهَتِ الْقُلُوبُ إِلَيْهِ لِتَجْرِيَ فِي كَيْفِيَّةِ صِفاتِهِ وَغَمَضَتْ مَداخِلُ الْعُقُولِ فِي حَيْثُ لا تَبْلُغُهُ الصِّفاتُ لِتَناوُلِ عِلْمِ ذاتِهِ رَدَعَها وَهِيَ تَجُوبُ مَهاوِيَ سُدَفِ الْغُيُوبِ مُتَخَلِّصَةً إِلَيْهِ سُبْحانَهُ فَرَجَعَتْ إِذْ جُبِهَتْ مُعْتَرِفَةً بِأَنَّهُ لا يُنالُ بِجَوْرِ الِاعْتِسافِ كُنْهُ مَعْرِفَتِهِ وَلا تَخْطُرُ بِبالِ أُولِي الرَّوِيَّاتِ خاطِرَةٌ مِنْ تَقْدِيرِ جَلالِ عِزَّتِه».

الشرح والتفسير

واصل الإمام عليه السلام كلامه بالتطرق إلى‌ ما أورده سابقاً بشأن عجز العقول البشرية عن إدراك صفات اللَّه سبحانه بعبارات عميقة ورصينة. كاشفاً النقاب عن حقيقة من خلال قضية شرطية- بأربع جمل شرطية معطوفة على بعضها وجزائين للشرط- وهى أنّ الإنسان مهما كان عميقاً في تفكيره جاداً عن طريق العقل والشهود لبلوغ كنه صفات اللَّه سبحانه، فانّ ذلك لن يتكلل بالنجاح ولا ينبغي أن يكتب له النجاح؛ وذلك لأنّه ذات فوق:

«ما لا يتناهى بما لا يتناهى»

، فعقول الناس قاصرة من جميع الجهات فقد قال عليه السلام‌

: «هو القادر الذي إذا ارتمت‌ [1]


[1] «ارتمت» من مادة «رمى» على وزن نهى تعنى اطلاق السهم، ولما كان السهم يتحرك بسرعة فان جملة «ارتمت» تعنى سرعة حركة الأفكار.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست