responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 226

الثاني: منغص الشهوات؛ لأن الموت- الذي ليس له من زمان معين ولا يمكن التكهن به قط- يهجم على الإنسان في تلك اللحظة التي ينعم فيها بالشهوات.

الثالث: قاطع الامنيات؛ فاماني الإنسان كثيرة طويلة لاتعرف الحدود ولا يقطعها ويعطلها سوى‌ الموت. فهذه العبارات على درجة من القوة. بحيث تؤثر على كل إنسان. و الرائع أنه قال «الا فاذكروا هادم اللذات ... عند المساورة للأعمال القبيحة» إشارة إلى أن القبائح كثيرا ما تتزين بحيث يهجم عليها الإنسان كالوحش الذي ينقض على فريسته- ففي هذه اللحظة يمكن أن يصده عن ذلك ذكر الموت.

ثم أوصى عليه السلام بذكر نعم الله التي تحول دون ارتكاب الذنوب على أنها العامل الثاني الذي يصد عن المعاصى‌

«واستعينوا الله على أداء واجب حقه، وما لا يحصى من أعداد نعمه وإحاسنه».

فشكر المنعم لايؤدي إلى‌ معرفة الله فحسب، بل يلعب دوراً مباشراً في دفع الإنسان لاداء الواجبات وترك المحرمات.

تأمّلان‌

1- خداع الدنيا محدود

يزعم أغلب الناس أن الدنيا خادعة بزينتها وزخرفها؛ وقد اشير إلى‌ هذا المعنى في الآيات القرآنية والروايات الإسلامية. إلّاأننا إذا فكرنا بصورة سليمة لتوصلنا إلى‌ أنّ هذا الخداع إنّما يطيل السذج والحمقى من الناس. وهذا ما أورده الإمام عليه السلام حيث صور الدنيا وقد ملئت بحوادث الغدر والخيانة والتنكر والتقلب. كما حفلت بالآف الصور التي تبعث على الاعتبار من قبيل المرض والموت والعزاء والحوادث الاليمة وماشاكل ذلك، فهل خادعة هى الدنيا وهى بهذه الصفات.

ومن هنا قال عليه السلام وقد سمع رجلًا يذم الدنيا، أيها الذام للدنيا، المغتر بغرورها، المخدوع بأباطيلها! أتغتر بالدنيا ثم تذمها؟ أنت المتجرم عليها، أم هى المتجرمة عليك؟ متى استهوتك، أم متى غرتك؟ أبمصارع آبائك من البلى أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى‌؟ كم عللت بكفيك،

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست