فالذي يفهم من هذه العبارة أنّ حكومة بني أمية وإن مارست ظلمها وضغوطها بحق
الامّة، فجرعتها أنواع العذاب، إلّاأنّ هناك البعض الذي نجى من هذه الحوادث
الخطيرة والمؤطة، وقد أوصى الإمام عليه السلام الطائفة الاولى بالصبر والتحمل
وانتظار الفرج، بينما أوصى الثانية بالحمد والشكر.
تأمّل: بدع بني أمية
لقد حصلت كافة تكهنات الإمام عليه السلام التي أوردها في هذه الخطبة بشأن
شمولية فجائع بني أمية، حيث لم تأل هذه الحكومة المستبدة جهدوا عن مقارفة أنواع
الظلم والجور، كما سفكت بحاراً من الدماء من أجل ترسيخ دعائم سلطتها الغاشمة، إلى
جانب ملئ السجون بالأبرياء من المومنين وسومهم سوء العذاب، وممارسة أقصى درجات
العنف والبطش، فعم الخوف والرعب كافة أبناء الامّة، بما فيهم مقربي هذه الحكومة
وبطانتها. وقد قام المرحوم العلّامة الأميني بجمع كافة الانتها كات والبدع التي
ارتكبها بني أمية، مع ذكر اسنادها في كتابه الغدير، نورد طائفة منها، ونترك
للقارىء العزيز الوقوف على تفاصيلها في المجلد الحادي عشر من كتاب الغدير أنّ
معاوية:
أوّل من أحدث الاذان في صلاة العيدين؟!
أوّل من رأى الجميع بين الأختين إحياء لما ذهب إليه عثمان؟!
أوّل من غيّر السنّة في الديات وأدخل فيها ما ليس منها؟!
أوّل من ترك التكبير في الصلوات عند كلِّ هويّ وانتصاب وهى سنّة ثابتة؟!
اوّل من ترك التلبية وأمر به خلافاً لعليّ أمير المؤمنين عليه السلام العامل
بسنّة اللَّه ورسوله؟!
أوّل من قدم الخطبة على الصلاة في العيد لإسماع الناس سبّ عليّ عليه السلام؟!
وقد صحّ عن نبيّ الإسلام: «من سبّ عليّاً فقد سبّه، ومن سبّه فقد سبّه اللَّه».