responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 203

2- مميزات أهل الكوفة والشام‌

هناك رابطة لطيفة بين القسم الأخير من هذه الخطبة، الذي يدعو الناس من جانب إلى‌ اتباع اهل البيت، ومن جانب آخر إلى‌ بيان خصائص أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله، والاقسام السابقة من الخطبة التي عرضت بالذم الشديد لأهل العراق والكوفة. وذلك لأنّها تفهمهم من جانب أن ليس لكم من عذر عند الله، لأنّ قادتكم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و آله، الذين ما انفك رسول الله صلى الله عليه و آله يوصي الامّة بالتمسك بهم وعدم مفارقتهم، فهم عدل القرآن وسفن النجاة، والحال زعيم اهل الشام معروف بالظلم والانحراف والسلب والنهب، وعليه فقد تمت عليكم الحجة.

والآخر أنّ ضعفكم وهو أنّكم ليس لعدم قدرتكم البدنية، بل لضعف ارتباطكم بالله وخواؤكم الروحي وانعدام معنوياتكم، ومن هنا دعاهم لاقتفاء آثار تلك الثلة من صحب رسول الله صلى الله عليه و آله بصورة عملية حيث كانت لها أعظم رابطة بالله سبحانه وتعالى‌.

ثم تطرق عليه السلام إلى‌ بيان صفاتهم التي تدعوا إلى‌ الغلبة والنصر فقال: لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم. إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفاً من العقاب، ورجاء للثواب. و قد كان هذا التعبد و الإلتزام هو سر إنتصارهم على خصومهم.

3- حقيقة الصحابة

لعل هناك من يفهم من اطلاق كلام أميرالمؤمنين علي عليه السلام أنّ هذه الخصائص قد جمعت في كافة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله، وعليه فهو دليل على ماذهبوا إليه من نظريتهم المعروفة في تنزيه الصحابة، والحال أنّ هذه الخصائص إنّما تتصف بها فئة خاصة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله كسلمان وأبي ذر وعمار والمقداد ومن كان على شاكلتهم، لا جميع الصحابة. وذلك لأنّه أولًا: أنّ هذا الموضوع يخالف السير والتواريخ، حيث لم تدون لهم كل هذه الصفات، ثانياً: تفيد أغلب آيات القرآن الكريم أنّ بينهم من عرف بالنفاق والذنوب والخطايا والمعاصي. ومن‌

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست