responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 195

بهذا الشأن ورد في الخطبة 34 حيث قال عليه السلام:

«وأيم الله إنّي لأظن بكم أن لوحمس الوغى، واستحر الموت، قد انفرجتم عن إبن أبي طالب انفراج الرأس».

وفي الختام يكشف عن موقفه في هذه الأحداث فقال عليه السلام‌

: «وإنّي لعلى بينة من ربّي، ومنهاج من نبيي، وإني لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطا [1]».

فمن الطبيعي أن لايكون هناك من شعور بالفشل أو الهزيمة لمن انطلق في حركته على‌ هدي من الله ونور من رسوله صلى الله عليه و آله، ولايرى‌ في كل ما يحدث سوى‌ الغلبة والنصر وأداء التكليف والوظيفة. والعبارة

«ألقطه لقطا»

تعني جمع الأشياء من نقاط مختلفة، الأمر الذي يحتاج إلى‌ الدقة والفطنة، ومراد الإمام عليه السلام من هذه العبارة أنّي أجد في الاختيار من أجل التقدم في مسار الحق وانتخب أفضل السبل من أجل بلوغ الهدف.

تأمّل: مقارنة بين أهل العراق والشام‌

لقد أورد الإمام عليه السلام عبارة عجيبة في إطار مقارنته بين أهل العراق والشام لم يرمثيلها حيث قال: لوددت والله أنّ معاوية صرفني بكم صرف الدينار بالدرهم، فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم. والحال كان ينبغي أن تكون القضية معكوسة، فقد عقد القرآن الكريم مثل هذه المقارنة بين المؤمنين والكفار فقال: «إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِاتَيْنِ» [2]، ترى لم انقلب هذا المعيار القرآني بشأن أهل العراق والشام؟

يبدو أنّ التحليلات الدقيقة من شأنها ايقافنا على‌ ماورد في كلام أميرالمؤمنين عليه السلام بهذا الشأن.

فالكوفة منطقة حربية حديثة، وأنّ أهلها الذين كانوا يمثلون القسم الأعظم من جيش الإمام عليه السلام قد قدموا هناك من عدّة مناطق وهم ينحدرون من مختلف القبائل بحيث لم يكن يسودهم الانسجام والانضباط المطلوب. فكان لكل واحد منهم أهدافه وطموحاته‌


[1] «لقط» أخذ الشي‌ء من الأرض، وتطلق «القطة» على الأشياء المفقودة، لانّها عادة ماتلتقط من الأرض.

[2] سورة الانفال/ 65.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست