شدد الإمام عليه السلام في هذا المقطع من الخطبة من تقريعه وصب جام غضبه على
أولئك القوم، على أمل انبثاق حركة في خضم سكونهم المدهش وإرادتهم الخاوية، ليهبوا
قبل بروز الخطر فقال عليه السلام
: «أيّها القوم الشاهدة أبدانهم، الغائبة عنهم عقولهم، المختلفة أهواؤهم،
المبتلى بهم أمراؤهم».
فقد ركز الإمام عليه السلام في هذه العبارة على ثلاث نقاط ضعف: الاولى: غياب
العقول، وكأنّ عقولهم فارقت أبدانهم فأصبح وجودهم كبلد ليس له من مدير ومدبر.
الثانية: عدم وجود عرى التواصل بينهم أبداً، حيث لكل منهم طلباته على ضوء اهوائهم
وعقولهم القاصرة. وبالبداهة سوف لن تتمكن محل هذه الفئة من حل مشالكها، فضلًا عن
مشاكل الآخرين.
الثالثة: نقطة ضعفهم تكمن في اضطرار زعمائهم للتاقلم معهم. وقد أدت بهم هذه
الصفات إلى الخواء في ميدان قتال العدو، ثم قال عليه السلام:
«صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه،
وصاحب أهل الشام يعصي الله وهم يطيعونه».