responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 152

لعلي عليه السلام المعروف بعدالته ورحمته حتى في ساحات الوغى ومع الخصوم والاعداء، فكانوا يختلقون مختلف الذرائع ليتمردوا عليه، فملأوا قلبه دما وشحنوا صدره غيضاً وجرعوه الهم والغمّ. إلّاأنّه لم تمض عليهم مدة حتى دفعوا ثمن ذلك باهضاً ليذوقوا ألوان الذلة والهوان. فقد سلط عليهم زمرة من الجفاة الطفاة القساة الذين لم يرعوا إلّاولاذمة في كبير أو صغير. وقد نهبوا أموالهم وانتهكوا حرماتهم وجرعوهم الموت غصة غصة، وأحالوا حياتهم ظلاماً دامساً، حتى تمنوا لحظة من لحظات حكومة علي عليه السلام ولكن هيهات.

نعم هذا ما صرح به الإمام عليه السلام في الخطبة 28:

«ألا وإنّه من لاينفعه الحق يضره الباطل، ومن لايستقيم به الهدى‌، يجربه الضلال إلى الردى‌».

حقاً أن هذا الفصل من تأريخ الإسلام ملي‌ء بالدروس والعبر، فمصير اولئك الذين غدروا بأمير المؤمنين علي عليه السلام ينطوي على الدروس والعبر من جانب، ومن جانب آخر فانّ قصة بني أمية بعد علي عليه السلام هى الاخرى‌ عبرة لمن اعتبر.

روى المؤرخ المشهور المسعودي أنّ الحجاج حكم الكوفة والبصرة على عهد عبد الملك‌بن مروان عشرين سنة، واحصي من قتله صبراً سوى من قتل في عساكره وحروبه فوجد مائة وعشرين ألفا، ومات في حبسه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف أمرأة، منهن ستة عشر ألفا مجردة، وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد، ولم يكن للحبس ستريستر الناس من الشمس في الصيف ولا من البرد والمطر في الشتاء، وكان له غير ذلك من العذاب. [1]

وذكر إبن قتيبة في الامامة والسياسة أن الحجاج دخل مسجد البصرة مع مئتي نفر يحملون سيوفهم ثم أمرهم بالهجوم على الناس إن خلع عمامته إذا رموه، فجعلون يضربون أعناق من في المسجد حتى إمتلأ بدمائهم. و لم يكن ذلك سوى جانبا من مصير من تمرد على الإمام عليه السلام.

2- عاقبة بني أمية

عاقبة بني أمية كانت هى الاخرى أسوأ من عاقبة أهل العراق في حكومة بني العباس‌


[1] مروج الذهب 3/ 166.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست