responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 145

بعض شرّاح نهج البلاغة أنّ بني أمية كانت تعامل طائفة من الناس كعبيد. حتى جاء في شرح نهج البلاغة للعلّامة التستري أنّهم كانوا يأخذون الجزية ممن أسلم من أهل الذمة ويقولون فروا من الجزية، ويأخذون الصدقة من الخيل، وكانوا يختمون في أعناق المسلمين كما توسم الخيل، وينقشون في أكفهم علامة لاسترقاقهم كما يصنع بالعلوج من الروم والحبشة. [1]

تأمّلات‌

1- مميزات الفتنة

الفتنة مفردة يخشاها الجميع، ويرون نتيجتها هى الشؤم والألم، ولكن هنا يطرح هذا السؤال: ما هى الفتنة؟ وما هى علامتها وملامحها؟ فالإمام عليه السلام بين في هذه الخطبة علامات الفتنة، كما عرفها على أساس هذه العلامات والملامح. فالفتنة إنّما تطلق على الحوادث المعقدة التي لاتتضح ماهيتها؛ لها ظاهر براق وباطن مملوء بالفساد؛ تؤدي بالمجتمعات البشرية إلى الفوضى والعداوة والتناحر والاقتتال وسفك الدماء ونهب الأموال وهتك الاعراض- والأنكى من كل ذلك تعذر السيطرة عليها.

غالباً ما تتلبس بلباس الحق لتجذب اليها السذج من الناس ولايلتفتون إليها، إلّابعد أن تسدد إليهم سهام حقدها. والفتن لاتعرف القانون، فقدتأتي على منطقة لتحرقها عن بكرة أبيها، بينما لاتشهد منطقة اخرى أثراً لهذه الفتنة وهى تعيش في أمن وأمان منها، وقد شبهها الإمام عليه السلام في الخطبة بالريح التي تصيب منطقة وتخطى‌ء منطقة اخرى، وقد تلف هذه الريح كل شي‌ء معها من قبيل الناس والسيارات لتقذف بهم هنا وهناك حسب سرعتها وشدتها! وهذا ما تفعله الفتن بكبار الشخصيات الدينية والاجتماعية السياسية، إلى جانب فعلها بأموال الامّة وثروات المجتمع والحرب التي وقعت على عهد أميرالمؤمنين علي عليه السلام تعد كل واحدة منها نموذجاً بارزاً للفتنة؛ فقد شهدت واقعة الجمل حضور زوج النبي صلى الله عليه و آله عائشة التي ركبت الجمل، وإلى جانبها طلحة والزبير وهما من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله- ومن أهل السابقة


[1] شرح نهج البلاغة للتستري 6/ 106.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست