responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 116

تأمّلات‌

1- العلم الكامل‌

كلماته عليه السلام في هذا المقطع من الخطبة بشأن سعة علمه سبحانه واحاطته الشاملة بكافة دقائق الامور، لتذكر الإنسان بالآية الشريفة التي وردت في سورة لقمان:

«وَلَوْ أَنَّ ما فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» [1].

وهنا لابدّ أن نلتفت إلى نقطة مهمّة وهى أنّ ما أورده أميرالمؤمنين علي عليه السلام إنّما يرتبط بالكرة الأرضية ومخلوقاتها، والحال يغص هذا الفضاء العظيم بملايين، بل ملياردات الكرات السماوية العجيبة والتي تخضع برمتها لعلم اللَّه واحاطته، كما لابدّ من الالتفات إلى أن هذا العالم قد وجد قبل ملايين السنوات قبل خلقنا، ولا يعلم إلى متى سيستمر، فاحصاء الحوادث التي تقع طيلة هذا الزمان انّما تتعذر على كائن من كان سوى الحق سبحانه مع ذلك لاينبغي أن ننسى بأنّ هدف الإمام عليه السلام من بيان هذه الحقائق مضاعفة معرفة الله من جانب، ومن جانب آخر تهذيب النفوس البشرية وأنّها حاضرة عند اللَّه وأنّه محيط بنياتها وكوامنها. وشاهد ذلك ما قاله الإمام عليه السلام في الخطبة 198 من نهج البلاغة:

«يعلم عجيج الوحوش في الفلوات، ومعاصي العباد في الخلوات، واختلاف النيان في البحار الغامرات، وتلاطم الماء بالرياح العاصفات».

2- علم اللَّه بكافة الخفايا

يرى جمع من قدماء الفلاسفة أنّ اللَّه لايسعه أن يكون عالماً فهم يعتقدون أنّ الجزئيات متعددة ومتكثرة وليس للمتعدد من سبيل إلى ذاته الواحدة من جميع الجهات. فهذا الكلام واضح البطلان وأساسه أنّهم يرون أن علمه سبحانه وتعالى حصولياً، ويعتقدون بأنّ الصور الخارجية تنتقل إلى ذاته المقدسة، والحال كلنا نعلم أنّ علمه سبحانه بالموجودات ليس عن‌


[1] سورة لقمان/ 27.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 4  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست