responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 388

الأجانب، والسلطة القضائيّة تحفظ الامّة في مقابل المخاصمات والنزاعات الداخليّة، وبعبارة أخرى أنّ أحدهما يؤدّي دور حفظ الامّة من الخارج، والآخر حفظ الامّة من الداخل.

بداية يقول عليه السلام:

«ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ».

وهذا التعبير يوحي أنّ الحاكم في مورد اختيار القضاة يجب أن يختار الأفضل والأجدر منهم، لأنّ مسألة القضاء أمر حساس وخطير جدّاً وأنّ الأفضل والأجدر من الجميع هو الذي يستطيع تولي هذا المنصب.

وجملة

«اخْتَرْ»

تشير إلى‌ أنّ القضاة لا ينتخبون بآراء الناس، كما هو المتداول في بعض البلدان المعاصرة، بل يختارهم القائد والإمام بشكل مباشر أو بواسطة الأفراد الموثوقين، لأنّ مسألة صلاحية القضاة ليست شيئاً يمكن الرجوع فيه إلى‌ آراء الناس للحكم في ذلك.

ثمّ يعدد الإمام عليه السلام اثني عشر صفة لابدّ من توفرها في القاضي، وهذا في الواقع من قبيل التفصيل بعد الاجمال، ويشير إلى‌ من هو الأفضل والأجدر لحيازة هذا المنصب المهم:

1. يقول عليه السلام:

«مِمَّنْ لَاتَضِيقُ بِهِ الْأُمُورُ».

وهذه إشارة إلى‌ أنّ معرفة القاضي فيما يتصل بالمسائل المختلفة والقوانين الإسلاميّة ومعرفة الموضوعات إلى‌ درجة من التعقيد في كلّ مسألة بحيث ينبغي للقاضي معرفة طريق الحلّ فيها ولا يواجه مشكلة في هذا الأمر، وبعبارة أخرى أن يكون عارفاً بأحكام الشرع من جهة، وله معرفة في تشخيص الموضوعات أيضاً من جهة أخرى، ليستطيع ردّ الفروع على الأصول واستنباط الفروع من الأصول، وهذه الصفة لا توجد إلّافي المجتهدين المبرزين.

2. ويقول عليه السلام في بيان الصفة الثانية:

«وَلَا تُمَحِّكُهُ‌ [1] الْخُصُومُ».


[1]. «تُمَحِّكُهُ» من مادة «مَحْك» على وزن «مكر» بمعنى اللجاجة والعناد والتعدي.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست