الأجانب، والسلطة القضائيّة تحفظ الامّة في مقابل المخاصمات والنزاعات
الداخليّة، وبعبارة أخرى أنّ أحدهما يؤدّي دور حفظ الامّة من الخارج، والآخر حفظ
الامّة من الداخل.
وهذا التعبير يوحي أنّ الحاكم في مورد اختيار القضاة يجب أن يختار الأفضل
والأجدر منهم، لأنّ مسألة القضاء أمر حساس وخطير جدّاً وأنّ الأفضل والأجدر من
الجميع هو الذي يستطيع تولي هذا المنصب.
وجملة
«اخْتَرْ»
تشير إلى أنّ القضاة لا ينتخبون بآراء الناس، كما هو المتداول في بعض البلدان
المعاصرة، بل يختارهم القائد والإمام بشكل مباشر أو بواسطة الأفراد الموثوقين،
لأنّ مسألة صلاحية القضاة ليست شيئاً يمكن الرجوع فيه إلى آراء الناس للحكم في
ذلك.
ثمّ يعدد الإمام عليه السلام اثني عشر صفة لابدّ من توفرها في القاضي، وهذا في
الواقع من قبيل التفصيل بعد الاجمال، ويشير إلى من هو الأفضل والأجدر لحيازة هذا
المنصب المهم:
1. يقول عليه السلام:
«مِمَّنْ لَاتَضِيقُ بِهِ
الْأُمُورُ».
وهذه إشارة إلى أنّ معرفة القاضي فيما يتصل بالمسائل المختلفة والقوانين
الإسلاميّة ومعرفة الموضوعات إلى درجة من التعقيد في كلّ مسألة بحيث ينبغي للقاضي
معرفة طريق الحلّ فيها ولا يواجه مشكلة في هذا الأمر، وبعبارة أخرى أن يكون عارفاً
بأحكام الشرع من جهة، وله معرفة في تشخيص الموضوعات أيضاً من جهة أخرى، ليستطيع
ردّ الفروع على الأصول واستنباط الفروع من الأصول، وهذه الصفة لا توجد إلّافي
المجتهدين المبرزين.