ومعلوم أنّ هذا العمل ليس باليسير بأنّ تتحدّث البطانة والحاشية مع الحاكم
بدون خوف وخشية منه وبدون توقع للصلة والثواب، فيمحضوه النصيحة ويخبروه بالحقائق
دون أن يخافوا بطشه ولا يتوقعون ماله ورضاه، وهذا هو شأن الموحّدين الحقيقيين.
وكما قال الخطيب المعروف: إنّ النصيحة للملوك هي من شأن من لا يخاف ولا يطمع.
وطبعاً فإنّ هذا الكلام يعدّ توصية أكيدة لجميع المسؤولين في مراكز القدرة
والسلطة بأن يعلّموا مشاوريهم وبطانتهم على قول الحقّ وأن يكونوا مستعدين لقبول
الحقائق المرّة [4].