يلفت الإمام عليه السلام النظر في هذا المقطع من الرسالة إلى نقطة مهمّة
ومؤثرة في حياة الإنسان وبخاصّة المجتمعات البشرية المعاصرة وكيفية عمل الحكومات،
ويقول:
وبديهي أنّ القوانين والمقررات التي تملك هذه الخصوصيات الثلاث تكون أشمل من
حيث الحقوق، وكذلك أشمل من حيث رعاية العدل، وأفضل في كسب رضا عامّة الناس، فإنّها
ستقع مورد رضا اللَّه تعالى والخلق، وعندما يكون اللَّه تعالى
[1]. «أوسط» من مادة «وسط» بمعنى في
هذا المورد الأفضل من الأشياء، لأنّ الشيء الذي يقع في الحد الوسطوالاعتدال هو
الأفضل والأكمل، يقول القرآن الكريم في سورة القلم الآية 28: «قالَ أَوْسَطُهُمْ
أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ»، أي أعقلهم، وجاء في لسان العرب:
«أوسط الشيء أفضل الشيء وخياره».