responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 308

رسول اللَّه صلى الله عليه و آله‌

: «لَقَدْ أَسْرَى رَبِّي بِي فَأَوْحَى إِلَيَّ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ مَا أَوْحَى وَشَافَهَنِي إِلَى أَنْ قَالَ‌ [1] لِي يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَذَلَّ لِي وَلِيّاً فَقَدْ أَرْصَدَنِي بِالْمُحَارَبَةِ وَمَنْ‌

حَارَبَنِي حَارَبْتُهُ» [2].

ويستدل الإمام عليه السلام لعدم الحرب مع اللَّه بأمرين: أحدهما، الحاجة إلى‌ عفوه ورحمته، والآخر، اجتناب عقوبته وعذابه.

وفي التوصية الثانية والثالثة يقول عليه السلام:

«وَلَا تَنْدَمَنَّ عَلَى عَفْوٍ، وَلَا تَبْجَحَنَ‌ [3]

بِعُقُوبَةٍ».

وهذا الكلام إشارة إلى‌ أنّك يجب أن تلتزم جانب العفو ما أمكنك ذلك وقلل من موارد العقوبة، لأنّ أثر العقوبة إذا كان نافعاً لمدّة قصيرة فإنّ أثر العفو يمتد لمدّة طويلة.

وطبعاً فإنّ هذا الحكم يصدق على غالبية الناس، ولكن لدى بعض الناس- وهم أقليّة تكون نتيجة العفو والصفح عكسية ويتحمل الجناة ذلك على محمل الضعف والخوف من قِبل الوالي، فلابدّ من استخدام الشدّة والقوّة مع هؤلاء.

وفي التوصية الرابعة يقول عليه السلام:

«وَلَا تُسْرِعَنَّ إِلَى بَادِرَةٍ [4] وَجَدْتَ مِنْهَا

مَنْدُوحَةً [5]».

ومعلوم أنّ الإنسان عندما يملكه الغضب فإنّه يفقد إعتداله الفكري، وقد جرّبنا مراراً بأنّ كلّ قرار نتخذه في ذلك الوقت سيثبت خطأه بعد ذلك، وحتى أعقل الناس‌


[1]. هذا التعبير يساوق ما ورد في القرآن الكريم: «وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراىِ حِجابٍ أَوْيُرْسِلَ رَسُولًا» (سورة الشورى، الآية 51).

[2]. الكافي، ج 2، ص 353، ح 10.

[3]. «تبجحنّ» من مادة «بجح» على وزن «وجب» بمعنى الفرخ والافتخار.

[4]. «بادرة» الأفعال والحركات المتسرعة التي تصدر من الإنسان في حالات الغضب والحدّة، من مادة «بدور» على‌وزن «صدور» وتعني السرعة في العمل.

[5]. «مندوحة» بمعنى الوسع وطريق الحل من مادة «ندح» على وزن «مدح» وهذه المفردة ربّما تأتي اسم مفعول وتعني المكان الذي تمّت توسعته، أو المكان الواسع.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست