وهذا الكلام إشارة إلى أنّك يجب أن تلتزم جانب العفو ما أمكنك ذلك وقلل من
موارد العقوبة، لأنّ أثر العقوبة إذا كان نافعاً لمدّة قصيرة فإنّ أثر العفو يمتد
لمدّة طويلة.
وطبعاً فإنّ هذا الحكم يصدق على غالبية الناس، ولكن لدى بعض الناس- وهم أقليّة
تكون نتيجة العفو والصفح عكسية ويتحمل الجناة ذلك على محمل الضعف والخوف من قِبل
الوالي، فلابدّ من استخدام الشدّة والقوّة مع هؤلاء.
ومعلوم أنّ الإنسان عندما يملكه الغضب فإنّه يفقد إعتداله الفكري، وقد جرّبنا
مراراً بأنّ كلّ قرار نتخذه في ذلك الوقت سيثبت خطأه بعد ذلك، وحتى أعقل الناس
[1]. هذا التعبير يساوق ما ورد في
القرآن الكريم: «وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ
مِنْ وَراىِ حِجابٍ أَوْيُرْسِلَ رَسُولًا» (سورة الشورى، الآية 51).