responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 306

والفرق بين العفو الصفح، أنّ العفو يعني صرف النظر عن العقاب على الخطأ والزلل، وأمّا الصفح في مثل هذه الموارد فهو إزالة العقوبة على الخطأ من ذهنه ووضعها في زاوية النسيان.

وجملة:

«يُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ ..»

لا تعني أنّه يجب على الوالي أن يأخذ بيد المخطئين ويهديهم سواء السبيل كما ذكر ذلك بعض الشرّاح، بل بمعنى أنّ الأعمال الخاطئة تجري على أيديهم.

ثمّ يتحرك الإمام على مستوى التوضيح والتأكيد أكثر ويقول:

«فَإِنَّكَ فَوْقَهُمْ، وَوَالِي الْأَمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ، وَاللَّهُ فَوْقَ مَنْ وَلَّاكَ! وَقَدِ اسْتَكْفَاكَ أَمْرَهُمْ، وَابْتَلَاكَ بِهِمْ».

فالإمام عليه السلام في هذه العبارة يؤكّد على هذه الحقيقة، وهي أنّ كلّ شخص يحكم على جماعة فهو بدوره يقع تحت حكومة شخص آخر، فإذا كنت حاكماً على مصر، فعليك بالانتباه بأنني حاكم عليك ومراقب لأعمالك، فإذا كنت حاكماً عليك فينبغي أن أنتبه إلى‌ أنّ اللَّه تعالى حاكم علينا، ومعلوم أنّ الالتفات إلى‌ هذا الأمر يؤدّي بالإنسان أن يتعامل مع الناس بآليات العفو والصفح والمحبّة ما أمكنه ذلك لكي يتوقع بالتالي عفو الحاكم عنه وأعلى من ذلك يتوقع العفو الإلهي عنه.

***

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست