responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 290

ظلّ العبودية للَّه‌تعالى لا في ظلّ الحالات والدوافع الذاتيّة والشخصيّة، ثمّ يبيّن الإمام عليه السلام الأهداف الأربعة لهذه المسؤوليّة والمهمّة التي ندب إليها مالك الأشتر:

الهدف الأوّل: يشير الإمام عليه السلام إلى‌ الأمور الماليّة والاقتصاديّة وهو ما ورد التعبير عنه بالخراج، فصحيح أنّ الخراج يعني الضرائب الموضوعة على الأراضي المفتوحة عنوة بيد المسلمين، ولكنّها في هذا المورد تمتد لدائرة واسعة وتشمل جميع الأمور الماليّة المتعلقة بالحكومة الإسلاميّة، أعم من الخراج والزكاة والجزية والخمس وأمثال ذلك.

الهدف الثاني: يتحدّث الإمام عن مسألة القوّة العسكرية والدفاعية وقوى الأمن في البلد الإسلامي ويؤكّد على حفظ استعدادهم لدفع هجمات الأعداء، لأنّه ما لم يتمّ ترتيب أمور هؤلاء فإنّ الأمن لا يتحقق في فضاء المجتمع ولا يعيش الناس راحة البال في معيشتهم وأعمالهم.

الهدف الثالث: يشير الإمام عليه السلام إلى‌ إصلاح الأمور الاجتماعيّة والثقافيّة، ومنها إيجاد الباعث على أعمال الخير وإزالة منابع الفساد الأخلاقي وتثبيت الأمن في مجال الكسب والعمل وتأمين حقوق الأفراد ونظم ما يتصل بالأمور القضائيّة، رغم أنّ البعض تصور أنّ الجملة:

«اسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا»

تختص بإصلاح الأمور المادية للناس، ولكن من البعيد يكون نظر الإمام عليه السلام مقتصراً على هذا المورد، بل ناظر إلى‌ إصلاح جميع الأمور الماديّة والمعنويّة.

وبعض العبارات الواردة في كلام الإمام عليه السلام في هذه الرسالة تشير إلى‌ أنّ الإمام ناظر في هذا المورد بشكل عام وواسع بحيث يشمل جميع المسائل الأخلاقيّة والاجتماعيّة من قبيل قوله:

«ثُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِمُ الْأَرْزَاقَ فَإِنَّ ذَلِكَ قُوَّةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِصْلَاحِ أَنْفُسِهِمْ وَغِنًى لَهُمْ عَنْ تَنَاوُلِ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ».

الهدف الرابع: يتحدّث الإمام عليه السلام عن إعمار البلاد ويشمل ذلك إصلاح جميع ما يتعلق بأمور الزراعة والصناعة والتجارة، رغم أنّ الوارد في هذه الرسالة يختص بمسألة الصناعة والتجارة والكسب والعمل، ولم يرد كلام عن الزراعة، ولكن مع‌

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست