المراد بأصحاب الخراج هم المأمورون على جمع خراج الأراضي المفتوحة عنوة،
وتوضيح ذلك: عندما ينتصر المسلمون على الأعداء فإنّ أراضيهم ستكون من الناحية
العمليّة ملكاً للمسلمين، ولكن المسلمين في الغالب يدعون هذه الأراضي بأيد أصحابها
الأصليين، وفي مقابل ذلك عليهم أن يدفعوا مبلغاً من المال أو مقداراً معيناً من
محاصيل تلك الأراضي بوصفها ضريبة أو اجرة تؤخذ منهم ولا يكون هذا المبلغ ثقيلًا
وكثيراً عادة، وهذه المسألة بدأت منذ عصر النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله بفتح
خبير، ثمّ استمرت في الفتوحات الإسلاميّة الأخرى، ويشكل الخراج الجزء الأهم من
بيت المال في ذلك الوقت، وهو مبلغ له شأن ويتعلق بجميع المسلمين، وطبعاً هناك
عمّال ومسؤولون آخرون يتولون جمع الزكاة من المسلمين لتصرف على حاجات جيش الإسلام
والقضاة والفقراء والمحتاجين.
والإمام عليه السلام في هذا المقطع من الرسالة يؤكّد على عدّة أمور:
الأوّل: يحذّر الإمام عليه السلام أصحاب الخراج بأن لا يغفلوا عن العالم الآخر
وما