responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 248

وتفاسير مختلفة لحادثة معينة، ولكن إذا كان الإمام عليه السلام أو القائد يتواصل مع أعوانه بشكل مستمر على مستوى إخبارهم بالحوادث الواقعة، فإنّ ذلك من شأنه توطيد عناصر الثقة وتقوية التعاطف فيما بينهم، فيتراجع سوء الظن والتشويش الذهني إلى الحد الأدنى، وطبعاً هناك موارد لابدّ للإمام والوالي من كتمان السر، وذلك في القضايا العسكرية وأمثالها، لأنّ العدو إذا علم بتفاصيل الخطط العسكرية للطرف المقابل فسيتدبر أموره ويستعد بشكل كامل للمقاومة وسيكون بإمكانه أن يحبط الخطة قبل الموعد المقرر، ومن هذه الجهة نرى أنّ القادة العسكرين على إمتداد التاريخ يخفون برنامجهم القتالي إلى‌ آخر لحظة ليتمكنوا من توجيه الضربات القاصمة إلى‌ العدو بالاستفادة من عنصر المباغتة.

وفي تاريخ حروب النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله وغزواته نرى هذا الأصل بوضوح، وعلى حدّ قول المؤرخ المعروف الطبري: وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قلّ ما يخرج في غزوة إلّا كنى وأخبر أنّه يريد غير الذي يسعى‌ له ... [1]. يعني ما كان يخبر أصحابه وأنصار بمقصده وغايته النهائية.

وأحياناً كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إذا أراد سفراً إلى‌ الحرب روّى بغيره، كما روى أنّه لمّا نوى غزوة بدر كتب للسرية كتاباً في المدينة، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة إلى‌ صوب مكّة يومين أو ثلاثة ثمّ ينظروا في الكتاب ويعملوا بما فيه ... [2]، ومعلوم أنّ النّبي لو كان يبيّن له في بداية الأمر مراده ومقصوده فإنّ هذا الخبر بدوره سينتشر ويشيع في كافّة أرجاء المدينة ويسارع الجواسيس في إيصال هذا الخبر إلى‌ العدو فيستعدون للقاء المسلمين وربّما تنقلب موازين المعركة ويتغير مصير الحرب.

ثمّ يشير الإمام عليه السلام في الحقّ الثاني للناس على الوالي ويقول:

«وَلَا أَطْوِيَ‌ [3]


[1]. تاريخ الطبري، ج 2، ص 366 وقائع سنة التاسعة للهجرة.

[2]. شرح نهج البلاغة لابن ميثم، ج 5، ص 129.

[3]. «أطوى» من مادة «طي» في الأصل تعني إخفاء الشي‌ء، والمعنى الآخر لكلمة «طي» لفّ الشي‌ء ومن هذه‌الجهة اطلقت على السير في الطريق «طي طريق» ولا يبعد أنّ كلا المعنينين يعودان لجذر واحد.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست