responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 22

مواجهة مؤامرات معاوية، ولذلك اختار مالك الأشتر لهذا الأمر وكتب له عهده المعروف ب «عهد مالك الأشتر».

وعندما اطلّع معاوية على هذا الخبر وأنّ مالك الأشتر توجه إلى‌ مصر أصابه القلق من ذلك ودبّر له مكيدة لقتله قبل وصوله إلى‌ مصر، فأمر أحد جواسيسه الذي كان على إرتباط وثيق بآل عمرو بن العاص، أن يقتل مالكاً بالسم بأية صورة، فجاء هذا الرجل إلى‌ مالك وأظهر له المودة وعرّف نفسه أنّه من شيعة الإمام علي عليه السلام ومن أتباع أهل البيت عليهم السلام وتحدّث له عن فضائل الإمام وبني هاشم إلى‌ أن صدّقه مالك ووثق به واعتقد أنّه واقعاً من أتباع أهل البيت عليهم السلام وفي ذلك الوقت أهدى هذا الرجل طعاماً مسموماً لمالك «والمعروف أنّه كان عسلًا مسموماً» وعندما تناول مالك من هذا العسل شعر بالتسمم، وقبل وصوله إلى‌ مصر توفي في منطقة يقال لها «قلزم».

وعندما وصل خبر تنصيب مالك الأشتر والياً على مصر إلى‌ محمّد بن أبي بكر، بدا منه تأثراً من ذلك، فكتب له الإمام عليه السلام الرسالة أعلاه ليرفع قلقه ويزيل استياءه وأبقاه في منصبه‌ [1].

وعلى ضوء ذلك فإنّ الغرض من هذه الرسالة رفع ما خالج محمّد بن أبي بكر من تأثر واستياء من جراء تنصيب مالك الأشتر مكانه، وقد أكد له الإمام عليه السلام في هذه الرسالة أنّه راضٍ تماماً عن أفعاله وأنّ استبداله بمالك الأشتر لا يعني أنّه قد قصّر في مهمته بل لغرض كان محمّد بن أبي بكر يعلم به أيضاً، وكذلك تهدف هذه الرسالة لتقوية إرادة محمّد بن أبي بكر وتحكيم موقفه في مقابل العدو لحفظ حكومة مصر، ويوصيه الإمام عليه السلام بالتوكل على اللَّه والاستقامة في طريق التصدي للأعداء.

***


[1]. اقتبس من: مصادر نهج البلاغة وكتب أخرى.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست