هذه الوصيّة في الواقع تعتبر أحد الوصايا الشاملة والمهمّة للإمام علي عليه
السلام عندما كان في سرير الشهادة، ومخاطب هذه الوصيّة ولداه الحسن والحسين عليهما
السلام، بل جميع الشيعة وأتباع آل البيت عليهم السلام وتتضمّن عدّة فصول مهمّة:
الفصل الأوّل، يوصي الإمام عليه السلام إبنيه بتقوى اللَّه وعدم اهتمام بزخارف
الدنيا، والدفاع المظلومين وحماية حقوقهم في مقابل الظالمين.
وفي الفصل الثاني، يصرّح الإمام عليه السلام بأنّ مخاطبه هو جميع أبنائه وأهله
وكل من تصل إليه هذه الوصيّة إلى يوم القيامة، ومرّة أخرى يؤكّد الإمام في وصيّته
على التقوى ونظم الامور والإصلاح بين الناس.
[1]. سند الرسالة: نقل هذه الوصيّة
جماعة كثيرة قبل السيّد الرضي، ومنهم أبومخنف (لوط بن يحيى طبقاً لنقل مقاتل
الطالبيين) وأبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرون، والطبري في تاريخه المعروف في
حوادث سنة 40، والكليني في كتاب الكافي، والمسعودي في مروج الذهب، والشيخ الصدوق
في من لا يحضره الفقيه، وجماعة آخرون. (مصادر نهج البلاغة، ج 3، ص 379- 381).