responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 15

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ عَيْنِي- بِالْمَغْرِب- كَتَبَ إِلَيَّ يُعْلِمُنِي أَنَّهُ وُجِّهَ إِلَى الْمَوْسِمِ أُناسٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ الْعُمْيِ الْقُلُوبِ، الصُّمِّ الْأَسْمَاعِ، الْكُمْهِ الْأَبْصَارِ، الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ، وَيُطِيعُونَ الَمخْلُوقَ فِي مَعْصِيةِ الْخَالِقِ، وَيَحْتَلِبُونَ الدُّنْيَا دَرَّهَا بِالدِّينِ، وَيَشْتَرُونَ عَاجِلَهَا بِآجِلِ الْأَبْرَارِ الْمُتَّقِينَ؛ وَلَنْ يَفُوزَ بِالْخَيْرِ إِلَّا عَامِلُهُ، وَلَا يُجْزَى جَزَاءَ الشَّرِّ إِلَّا فَاعِلُهُ. فَأَقِمْ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ قِيَامَ الْحَازِمِ الصَّلِيبِ، وَالنَّاصِحِ اللَّبِيبِ، وَالتَّابِعِ لِسُلْطَانِهِ، الْمُطِيعِ لِإِمَامِهِ. وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ، وَلَا تَكُنْ عِنْدَ النَّعْمَاءِ بَطِراً، وَلَا عِنْدَ الْبَأْسَاءِ فَشِلًا، وَالسَّلَامُ.

الشرح والتفسير: راقب أوضاع مكّة بدقّة

كما أشرنا آنفاً أنّ هذه الرسالة أرسلها الإمام عليه السلام إلى‌ قثم بن العباس عندما وصل الخبر إلى‌ الإمام عليه السلام من مكّة من قِبل بعض عيونه وجواسيسه، أنّ معاوية بعث جماعة من أهل الشام لإشاعة الأكاذيب وتسميم الأجواء ضد أميرالمؤمنين عليه السلام في أيّام الحج، ويستفاد من كلام ابن الأعثم الكوفي في الفتوح أنّ معاوية أرسل جيشاً مكوّناً من ثلاثة آلاف رجل ومعهم العدّة الكاملة بشكل خفي إلى‌ مكّة ليقوموا بإنتفاضة عندما تسنح الفرصة المناسبة ويواجهوا أنصار الإمام علي عليه السلام ويربكوا أوضاع الحج.

وكيف كان فالإمام في مستهل هذه الرسالة يقول:

«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ عَيْنِي‌ [1]


[1]. «عين» أصلها في اللغة العضو المبصر في الوجه، ولكن بما أنّ عناصر الاستخبارات في الحكومة بمثابة العين‌لرئيس الحكومة فاطلقت هذه الكلمة عليهم.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 10  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست