responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 92

أغلبها وهو تصريحها بأنّ الزبد أول شي‌ء ظهر على الماء ثم انبعث منه البخار أو الدخان الذي كوّن السموات. [1]

ولكن وكما أوردنا آنفاً فانه ليس هنالك من تضارب بين هذه العبارات، لأنّ المادة الاولى على الأقوى كانت عبارة عن غازات مائعية مضغوطة يصدق عليها وصف الماء والبخار والدخان بالنظر لمراحلها المختلفة. والجدير بالكذر هنا هو أنّه ليس هناك من تضاد بين الروايات التي صرّحت بأنّ أول ما خلق اللَّه الماء، أو الشي‌ء الأول الذي خلقه اللَّه كان نور النبي صلى الله عليه و آله أو العقل؛ وذلك لأنّ بعض الروايات تحدثت عن خلق عالم المادة بينما تحدث البعض الآخر عن خلق عالم المجردات والأرواح. كما يتبيّن عدم وجود التناقض بين ما أوردناه من مضامين الروايات وما صرّحت به الآية 11 من سورة فصلت التي قالت:

«ثم استوى إلى السماء وهى دخان».

3- الفرضيات السائدة بشأن العالم أبان نزول القرآن‌

الطريف أنّه كانت هناك نظريتين بشأن ظهور العالم في الوسط الذي نزل فيه القرآن- أو بعبارة أدق في العصر الذي نزل فيه القرآن-: الاولى نظرية «بطليموس» التي سادت المحافل العلمية لخمسة عشر قرناً واستمرت حتى أواخر القرون الوسطى. وعلى ضوء هذه النظرية فانّ الأرض كانت مركز العالم وتدور حولها تسعة أفلاك؛ وهى أفلاك تشبه الأغطية البصلية وشفافة وبلورية ومتراكمة بعضها، وكان كل كوكب سيّار (عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري وزحل) في فلك، كما كان لكل من الشمس والقمر فلكهما. واضافة إلى هذه الأفلاك السبع، هناك فلك يرتبط بالكواكب الثابتة (المراد بالكواكب الثابتة هى تلك الكواكب التي تطلع معاً وتغرب معاً دون أن تغير مواقعها في السماء بخلاف الكواكب الخمس التي ذكرناها). وبعد الفلك الثامن؛ أي فلك الثوابت هناك فلك الاطلس الذي ليس له أي كوكب، امّا مهمته فهى‌


[1] للوقوف على هذه الروايات، انظر 3/ 10 و 57 من بحار الأنوار، طبعة بيروت. وردت أغلب الأحاديث في ج 57.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست