responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 69

القسم الرابع: تصدر الكلام بشأن خلق العالم‌

«أَنْشَأَ الْخَلْقَ إِنْشَاءً وَابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً بِلا رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا وَلا تَجْرِبَةٍ اسْتَفادَها وَلا حَرَكَةٍ أَحْدَثَها وَلا هَمامَةِ نَفْسٍ اضْطَرَبَ فِيها أَحالَ الْأَشْياءَ لِأَوْقاتِها وَلَامَ بَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا وَغَرَّزَ غَرَائِزَهَا وَأَلْزَمَهَا أَشْبَاحَهَا عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدائِها مُحِيطاً بِحُدُودِها وَانْتِهائِها عارِفاً بِقَرائِنِها وَأَحْنائِها».

الشرح والتفسير لقد تضمنت بداية هذه الخطبة المهمة إشارات دقيقة عميقة المعاني إلى معرفة اللَّه وصفاته والتي تمثل أولى مراحل المعرفة الإنسانية، ثم طرق عليه السلام بعد ذلك إلى خلق العالم وكيفية ابتداء الخلق والعجائب التي انطوت عليها السماء والأرض، وإن كانت مكملة للأبحاث السابقة بشأن صفات اللَّه. فقد قال عليه السلام:

«أنشأ [1] الخلق إنشاءً وابتدأه ابتداءً بلا روية [2] أجالها [3] ولا تجربة

استفادها ولا حركة أحدثه ولا همامة [4] نفس اضطرب فيها.


[1] «أنشأ» من مادة «إنشاء» بمعنى الايجاد وان ذكروا لها عدّة معان.

[2] «روية» بمعنى الري من الماء كما ورد في مقاييس اللغة، الا انّها تستعمل بمعنى التفكير المصحوب بالدقة. وكأنه يروي فكره بشأن تلك المسألة، أو ري تلك المسألة بفكره واداء حق التفكير.

[3] «أجال» من مادة جولان بمعنى‌ الحركة والتجوال.

[4] «همامة»: لقد ذكر شرّاح ومفسروا نهج البلاغة لهذه المفردة عدّة معان. فقد عناها البعض بالرغبة القطعية الباطنية بالشي‌ء بحيث ينزعج لفقدانها (شرح ابن ميثم البحراني 1/ 132). بينما ذهب البعض الآخر إلى أنها تعني الترديد في القيام بعمل (منهاج البراعة 1/ 51). وقال آخرون انّها تعني الاهتمام بالشي‌ء (شرح مغنية 1/ 27).

وقال ابن أبي الحديد في شرحه المعروف لنهج البلاغة: وقوله عليه السلام: «ولا همامة نفس اضطرب فيها» فيه رد على المجوس والثنوية القائلين بالهمامة الذين يعتقدون بأنّ النورالأعظم حين هم بمجابهة الظلمة بدا عليه الشك والترديد فخرج من ذاته بشي‌ء يسمى بالهمامة.

أمّا في اللغة- كما ورد في لسان العرب- فالهمامة تعني الضعف والوهن والفتور ولذلك يطلق على كل رجل أو امرأة عجوز اسم «هِم» و «هِمة».

ويبدو ممّا ذكر أن «الهمامة» الواردة في العبارة إنّما تعني الضعف والعجز في العزم والإرادة بحيث يتعذر على الشخص اتخاذ القرار، أو أنّه يتخذ القرار بصعوبة.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست