responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 219

2- لماذا التعبير بالتراث عن الخلافة؟

لقد قال الإمام عليه السلام: «أرى‌ تراثي نهبا» وهنا يبرز هذا السؤال: لم عبر الإمام عليه السلام عن الخلافة بالارث؟!

و تتضح الإجابة على‌ هذا السؤال من خلال الالتفات إلى‌ هذه النقطة وهى أنّ الخلافة إرث معنوي وإلهي ينتقل من النبي صلى الله عليه و آله إلى‌ أوصيائه المعصومين عليه السلام فهو ليس من قبيل الارث الشخصي والمادي والحكومة الظاهرية. وقد ورد شبيه هذا المعنى في‌الآيات القرآنية بشأن «زكريا» الذي سأل الله من يرثه ويرث آل يعقوب‌ «فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً* يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ» [1].

و الحق أنّ هذا الارث يتعلق بجميع الامّة إلّاأنّ الإمام خليفة النبي صلى الله عليه و آله هو الذي ينهض به.

ونقرأ بشأن وراثة الكتاب السماوي: «ثُمَّ أَوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا» [2].

وعلى‌ غرار ذلك ورد الحديث النبوي المشهور

«العلماء ورثة الأنبياء» [3].

وشاهدنا على مامرّ معنا سيرة الإمام عليه السلام وحياته التي أفادت عدم تعلقه من قريب أو بعيد بمال الدنيا وحطامها والخلافة- إلّاأنّ ينهض بوظيفته في إحقاق حق أو ازهاق باطل- التي لم تكن تعدل عنده عفطة عنز أو قيمة نعليه. لكن والحال هذه كيف يصف صبره على‌ فقدان الخلافة بالقذى‌ في العين والشجى في الحلق؟ لقد ذهب البعض إلى أنّ مراده بالثراث المنهوب هو فدك التي ورثها رسول الله صلى الله عليه و آله بنته الزهراء عليه السلام، وقد اعتبر ذلك أرثه لمال الزوجة بحكم مال الزوج‌ [4]، غير أنّ هذا الاحتمال ييدو مستبعدا لأنّ الخطبة بجميع مضامينها تعالج قضية الخلافة.

3- الإمام عليه السلام جليس البيت‌

لا أحد يسعه إنكار الخسائر الفادحة التي تكبدها العالم الإسلامي إثر إقصاء علي عليه السلام‌


[1] سورة مريم/ 5- 6.

[2] سورة فاطر/ 32.

[3] اصول الكافي 1/ 32- 34.

[4] منهاج البراعة 3/ 45.

اسم الکتاب : نفحات الولاية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست